أَنَّ الْعَقْلَ قَدْ يَكْمُلُ لِمَنْ فَقَدَ بَعْضَ الْعُلُومِ وَ لَا يَكْمُلُ الْعِلْمُ لِمَنْ فَقَدَ بَعْضَ عَقْلِهِ وَ لَا يَفْقِدُ مَنْ كَمُلَ عَقْلُهُ الْعِلْمَ بِأَنَّ هَذِهِ الرُّمَّانَةَ حُلْوَةٌ أَوْ حَامِضَةٌ.
قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ فَالصَّبْرُ هُوَ مَنْعُ النَّفْسِ عَنْ مَحَابِّهَا وَ كَفُّهَا عَنْ هَوَاهَا وَ هُوَ خُلُقٌ مَحْمُودٌ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَ دَلَّ عَلَيْهِ وَ هُوَ الصَّبْرُ عَلَى طَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابُ مَعْصِيَتِهِ وَ وَجْهُ الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّلَاةِ لِمَكَانِ مَا فِيهَا مِنْ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ الدُّعَاءِ وَ الْخُضُوعِ لِلَّهِ وَ الْإِخْبَاتِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَعُونَةٌ عَلَى مَا يَتَنَازَعُ إِلَيْهِ النَّفْسُ مِنْ حُبِّ الرِّئَاسَةِ وَ الْأَنَفَةِ مِنَ الِانْقِيَادِ لِلطَّاعَةِ
وَ كَانَ النَّبِيُّ ص إِذَا أَحْزَنَهُ أَمْرٌ اسْتَعَانَ بِالصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ
عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع لَا خَيْرَ فِي الْكَسَلِ إِذَا كَسِلَ الرَّجُلُ أَنْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَ طَهُورَهُ فَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ لِأَمْرِ آخِرَتِهِ وَ إِذَا كَسِلَ عَمَّا يُصْلِحُهُ بِمَعِيشَةِ دُنْيَاهُ فَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ لِأَمْرِ دُنْيَاهُ
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْفَقْرُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْغِنَى إِلَّا مَنْ حَمَلَ كَلًّا أَوْ أَعْطَى فِي نَائِبَةٍ
وَ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ تَلَامِذَتِهِ أَيَّ شَيْءٍ تَعَلَّمْتَ مِنِّي قَالَ لَهُ يَا مَوْلَايَ ثَمَانَ مَسَائِلَ قَالَ لَهُ ع قُصَّهَا عَلَيَّ لِأَعْرِفَهَا قَالَ الْأُولَى رَأَيْتُ كُلَّ مَحْبُوبٍ يُفَارِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ حَبِيبَهُ فَصَرَفْتُ هِمَّتِي إِلَى مَا لَا يُفَارِقُنِي بَلْ يُؤْنِسُنِي فِي وَحْدَتِي وَ هُوَ فِعْلُ الْخَيْرِ فَقَالَ أَحْسَنْتَ وَ اللَّهِ الثَّانِيَةُ قَالَ رَأَيْتُ قَوْماً يَفْخَرُونَ بِالْحَسَبِ وَ آخَرِينَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ إِذَا ذَلِكَ لَا فَخْرَ وَ رَأَيْتُ الْفَخْرَ الْعَظِيمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ فَاجْتَهَدْتُ أَنْ أَكُونَ عِنْدَهُ كَرِيماً قَالَ أَحْسَنْتَ وَ اللَّهِ الثَّالِثَةُ قَالَ رَأَيْتُ لَهْوَ النَّاسِ وَ طَرَبَهُمْ وَ سَمِعْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى فَاجْتَهَدْتُ فِي صَرْفِ الْهَوَى عَنْ نَفْسِي حَتَّى اسْتَقَرَّتْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ أَحْسَنْتَ وَ اللَّهِ الرَّابِعَةُ قَالَ رَأَيْتُ كُلَّ مَنْ وَجَدَ شَيْئاً يُكْرَمُ عِنْدَهُ اجْتَهَدَ فِي حِفْظِهِ وَ سَمِعْتُ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ فَأَحْبَبْتُ