responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 299

تستعد للنجاة و تأمل في حال الخلائق و قد قاسوا من دواهي يوم القيامة ما قاسوا فبينما هم في كربها و أهوالها واقفين ينتظرون حقيقة إثباتها إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات و أظلت عليهم بادرات و سمعوا لها زفيرا و جرجرة تفصح عن شدة الغيظ فعند ذلك أيقن المجرمون بالعطب و جثت الأمم على الركب حتى أشفق البراء من سوء المنقلب و خرج المنادي من الزبانية يا فلان المسوف نفسه بطول الأمل في الدنيا المضيع عمره في سوء العمل فيبادرونه بمقامع من حديد و يستقبلونه بعظائم التهديد و ينكسونه في دار ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك مبهمة المهالك‌[1] فعند ذلك يندمون على ما فرطوا في جنب الله يتأسفون فلا ينجيهم الندم و لا يغنيهم الأسف بل يكبون على وجوههم من فوقهم النار و من تحتهم النار فهم بين مقطعات النار و سرابيل القطران و يتحطمون في دركاتها و يضربون بين غواشيها تغلي بهم النار كغلي القدور ينادون بالويل و العويل و مهما دعوا بالثبور صب فوق رءوسهم الحميم‌ يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ فمن كان من أهل الشفاعة أدركته‌

لِقَوْلِهِ ص‌ ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي‌

وَ قَوْلِهِ ص‌ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا يَصِيرُونَ حُمَماً[2] وَ فَحْماً

و من كان من أهل الخلود فالويل له بالعذاب الدائم المقيم نعوذ بالله من ذلك. و اعلم أن تلك الدار التي عرفت غمومها و همومها تقابلها دار أخرى و هي الجنة فإن من بعد منها استقر لا محالة في الأخرى فاستثر[3] الخوف في قلبك بطول الفكر في أحوال الجحيم و استثر الرجاء بطول الفكر في النعيم المقيم الموعود لأهل الإحسان و سق نفسك بسوط الخوف و قدمها بزمام الرجاء إلى الصراط المستقيم فبذلك تنال الملك العظيم و تسلم من العذاب الأليم فتفكر في أهل الجنة و فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ‌ جالسين على منابر من الياقوت الأحمر في خيام من اللؤلؤ الرطب الأبيض فيها بسط من العبقري الأخضر متكئين على الأرائك منصوبة على أطراف أنهار مطردة بالخمر و العسل محفوفة بالغلمان و الولدان مزينة بالحور العين من الخيرات الحسان‌ كَأَنَّهُنَ‌


[1] في بعض النسخ‌[ متهمة المهالك‌] بالتاء و عن بعض‌[ منهمة المهالك‌] بالنون.

[2] الحمم بضم الحاء و فتح الميم: جمع الحمة بضم الحاء و تشديد الميم و هي كل ما احترق بالنار و بمعنى الرماد.

[3] امر من استثاره اي طلب منه ان يثور ثورانا اي يهيج هيجانا.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست