responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 298

و فيما أنفقه فأعظم يا مسكين جنايتك عند ذلك على نفسك و بخطرك‌[1] فإنك بين أن يقال لك قد تفضلت عليك بالغفران فعند ذلك يعظم سرورك و فرحك و يغبطك الأولون و الآخرون و إما أن يقال للملائكة خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ‌ و عند ذلك لو بكت عليك السماوات و الأرض لكان ذلك جديرا لعظم مصيبتك و شدة حسرتك على ما فرطت من طاعة الله و على ما بعت به آخرتك من دنيا دنية لم تبق معك و اعلم أنه لا ينجو من هول ذلك اليوم إلا من حاسب في الدنيا نفسه و وزن فيها بميزان الشرع أعماله و أقواله و خطواته و لحظاته‌

كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع‌ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَ زِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا

و إنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت‌ تَوْبَةً نَصُوحاً و يتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله و رد المظالم حبة بعد حبة و يستحل كل من تعرض له بلسانه و يده فيطيب قلوبهم حتى يموت و لم يبق عليه مظلمة و لا فريضة فهذا يدخل الجنة بلا حساب و إن مات قبل ذلك كان على أمر خطر من أهوال ذلك اليوم فتعوذ بالله من شر ذلك الموقف حين تتذكر ما أنذرك الله على لسان رسوله ص حيث قال‌ وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ[2] كما اشتد فرحك اليوم بتمضمضك بأعراض الناس و تناولك أموالهم و ما أشد حسرتك في ذلك اليوم إذا وقف بك على بساط العدل و خوطبت بخطاب السياسة و أنت مفلس فقير عاجز مهين لا تقدر على أن ترد حقا أو تظهر عذرا. ثم انظر أيها الغافل بنفسه المغرور بما هو فيه من شواغل هذه الدنيا المشرفة على الانقضاء و الزوال دع التفكر فيما أنت مرتحل عنه و اصرف التفكر إلى موردك فإنك أخبرت بأن النار مورد للجميع قال الله تعالى‌ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‌ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا[3] فأنت من الورود على يقين و من النجاة في شك فاستشعر في قلبك هول ذلك المورد فعساك‌


[1] كذا في النسخ فليكن المعنى فاعظم بخطرك.

[2] سورة إبراهيم آية 42.

[3] سورة مريم آية 72.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست