responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 296

اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ‌ ثم يعرفنا قرب القيامة فيقول‌ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ثم يكون أحسن أقوالنا أن نتخذ دراسة هذا القرآن عملا و لا نتدبر معانيه و لا ننظر في كثرة أوصاف هذا اليوم و أساميه و لا نستعد للتخليص من دواهيه و نعوذ بالله من هذه الغفلة إن لم يتداركنا الله تعالى بواسع الرحمة

في صفة المساءلة

ثم تفكر يا مسكين بعد هذه الأحوال فيما يتوجه إليك من السؤال فتسأل عن القليل و الكثير و النقير و القطمير فبينما أنت في كرب القيامة و عرقها و شدة عظائمها إذ نزلت ملائكة من أرجاء السماوات جسام عظام و أشخاص ضخام شداد أمروا أن يأخذوا بنواصي المجرمين إلى موقف العرض على الجبار

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَكاً مَا بَيْنَ شُفْرَيْ عَيْنَيْهِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ‌

فما ظنك بنفسك إذا شاهدت مثل هذه الملائكة أرسلوا إليك ليأخذوك إلى مقام العرض و تراهم على عظم أشخاصهم منكرين لشدة اليوم مستشعرين بما بدا من غضب الجبار على عباده عند نزولهم لا يبقى نبي و لا صديق و لا صالح إلا و يخرون لأذقانهم خوفا من أن يكونوا هم المأخوذين فهذا حال المقربين فما ظنك بالعصاة المجرمين و عند ذلك يقوم الملائكة صفا محدقين بالخلائق من الجوانب و على جمعهم شعار الذل و الخضوع و هيبة الخوف و المهانة لشدة ذلك اليوم ثم تقبل الملائكة فينادون واحدا واحدا يا فلان ابن فلانة هلم إلى موقف العرض و عند ذلك ترتعد الفرائص و تضطرب الجوارح و تبهت العقول و يتمنى أقوام أن يذهب بهم إلى النار و لا تعرض قبائح أعمالهم على الجبار و لا ينكشف سترهم على ملإ الخلائق فعند ذلك يخرج النداء يا جبرئيل ائت بالنار فيجيئها جبرئيل فيقول لها يا جهنم أجيبي خالقك و مليكك فيصادفها جبرئيل على غيظها و غضبها فلم تلبث بعد النداء أن ثارت و فارت و زفرت إلى الخلائق و شهقت و سمع الخلائق تغيظها و زفيرها و انتهضت خزانها مبثوثة إلى الخلائق غضبا على من عصى الله تعالى و خالف أمره فاخطر ببالك و أحضر في قلبك حالة

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست