responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 295

هَباءً مُنْبَثًّا يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ‌ يوم تذهل فيه‌ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى‌ وَ ما هُمْ بِسُكارى‌ وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ يوم تنسف الجبال فيه نسفا فتترك‌ قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى‌ فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً يوم‌ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ‌ يوم تنشق فيه السماء فتكون‌ وَرْدَةً كَالدِّهانِ‌ ... فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌ‌ يوم يمنع الفصحاء فيه من الكلام و لا يسأل فيه عن الأجرام بل يؤخذ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ‌ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً يوم تعلم فيه كل نفس ما أحضرت و تشهد بما قدمت و أخرت يوم تخرس فيه الألسن و تنطق الجوارح يوم شيب ذكره سيد المرسلين ع‌

إِذْ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَاكَ قَدْ شِبْتَ فَقَالَ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَ الْوَاقِعَةُ وَ الْمُرْسَلَاتُ وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ‌

. فيا أيها القارئ الفاجر إنما حظك من قراءتك أن تمجمج القرآن و تحرك به اللسان و لو كنت متفكرا فيما تقرؤه لكنت جديرا أن تنشق مرارتك مما شاب منه شعر سيد البشر فإذا قنعت بحركة اللسان فقد حرمت ثمرة القرآن يوم ترد فيه المعاذير و تبلى السرائر و تظهر الضمائر و تكشف السرائر يوم تخشع فيه الأبصار و الأصوات و يقل فيه الالتفات و تبرز فيه الخفيات و تظهر الخطيئات يوم يساق العباد و معهم الأشهاد و يشيب الصغير و يسكر الكبير فيومئذ وضعت الموازين و نشرت الدواوين و برزت الجحيم و أغلى الحميم و زفرت النار و يئس الكفار و سعرت النيران و تغيرت الألوان و خرس اللسان و نطقت جوارح الإنسان. ف يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ‌ حيث أغلقت الأبواب و أرخيت الستور و استترت عن الخلائق و قارفت الفجور[1] فما تقول و قد شهدت عليك جوارحك فالويل كل الويل لنا معاشر الغافلين يرسل الله تعالى سيد المرسلين و ينزل عليه الكتاب المبين و يخبرنا بهذه الصفات من نعوت يوم الدين ثم يعرفنا غفلتنا و يقول‌ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا


[1] قارف الذنب: قاربه و اتى به.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست