نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 292
إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا
هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ[1] و قال تعالى فَإِذا
نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ
غَيْرُ يَسِيرٍ[2] و قال وَ
يَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ما يَنْظُرُونَ إِلَّا
صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَ هُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ
تَوْصِيَةً وَ لا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا
هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ
بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[3] فلو لم يكن بين
يدي الموتى إلا هول تلك النفخة لكان ذلك جديرا بأن يتقى فإنها نفخة و صيحة يصعق
بها من في السماوات و الأرض يعني يموتون بها إِلَّا مَنْ شاءَ
اللَّهُ. و لذلك
قيل الصور هو القرن و
ذلك أن إسرافيل ع واضع فاه على القرن كهيئة البوق و دائرة رأس القرن كعرض السماوات
و الأرض و هو شاخص ببصره نحو العرش فينظر حتى يؤمر فينفخ النفخة الأولى فإذا نفخ
صعق من في السماوات و الأرض أي مات كل حيوان من شدة الفزع إِلَّا مَنْ شاءَ
اللَّهُ ثم يلبث الخلق بعد النفخة الأولى في البرزخ أربعين سنة ثم يحيي الله
إسرافيل ع فيأمره أن ينفخ النفخة الثانية فذلك قوله تعالى ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ
أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ على أرجلهم ينظرون إلى البعث.
فتفكر في الخلائق و ذلهم
و انكسارهم و استكانتهم عند الانبعاث خوفا من هذه الصعقة و انتظارا لما يقضى عليهم
من سعادة أو شقاوة و أنت فيما بينهم منكسر كانكسارهم متحير كتحيرهم بل إن كنت في
الدنيا من المسرفين و الأغنياء المتنعمين فملوك الأرض في ذلك اليوم هم أذل أهل
الأرض و أصغرهم و أحقرهم يوطئون بالأقدام مثل الذر و عند ذلك تقبل الوحوش من
الجبال و البراري