responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 284

محمول عليها على القرب و كان قدومه لعله في غد أو بعد غد[1].

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ بَعْضَهُمْ كَانَ إِذَا رَأَى جَنَازَةً قَالَ امْضُوا إِنَّا عَلَى الْأَثَرِ.

وَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ إِذَا رَأَى جَنَازَةً اغْدُوا فَإِنَّا رَائِحُونَ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ وَ غَفْلَةٌ شَنِيعَةٌ يَذْهَبُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ لَا عَقْلَ لَهُ.

و ينبغي لمن شاهد جنازة أن لا يحدث نفسه بشي‌ء سوى ما هو مفعول به و ما هو صائر إليه و نحن لا ننظر الآن إلى جماعة يحضرون الجنائز إلا و أكثرهم يضحكون و يلهون و لا يتكلمون إلا في ميراثه و ما خلف لورثته و لا يتفكر أقرانه و أقاربه إلا في الحيلة التي بها يتناول بعض ما خلفه و لا يتفكر واحد منهم إلا ما شاء الله تعالى في جنازة نفسه و في حاله إذا صار إليها و لا سبب لهذه العلة[2] إلا قسوة القلب بكثرة المعاصي و الذنوب حتى نسينا الله و اليوم الآخر و الأهوال التي بين أيدينا قصرنا نلهو و نغفل و نشتغل بما لا يعنينا فنسأل الله تعالى اليقظة من هذه الغفلة فإن أحسن أحوال الحاضرين على الجنائز بكاؤهم على الميت و لو عقلوا لبكوا على أنفسهم لا على الميت كما قال بعض العلماء

و يبكي على الموتى و يترك نفسه‌

و يزعم أن قد قل عنهم عزاؤه‌

فلو كان ذا عقل و رأي و فطنة

لكان عليه لا عليهم بكاؤه‌

قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ قَالَ مَنْ لَمْ يَنْسَ الْقَبْرَ وَ الْبِلَى وَ تَرَكَ فَضْلَ زِينَةِ الدُّنْيَا وَ آثَرَ مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى وَ لَمْ يَعُدَّ غَداً مِنْ أَيَّامِهِ وَ عَدَّ نَفْسَهُ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ

وَ قَالَ ص‌ مَا رَأَيْتُ مَنْظَراً إِلَّا وَ الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ‌

وَ قِيلَ‌ أَوَّلُ مَا يَتَكَلَّمُ ابْنَ آدَمَ حُفْرَتُهُ فَتَقُولُ أَنَا بَيْتُ الدُّودِ وَ بَيْتُ الْوَحْدَةِ وَ بَيْتُ الْغُرْبَةِ وَ بَيْتُ الظُّلْمَةِ هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَكَ فَمَا أَعْدَدْتَ لِي‌

" وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِيَوْمِ فَقْرِي يَوْمَ أُوضَعُ فِي قَبْرِي‌

وَ كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع رُبَّمَا يَأْتِي الْقُبُورَ لَيْلًا وَ يَقُولُ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ مَا لِي إِذَا


[1] في بعض النسخ‌[ و كان قد ولعه في غدا و بعد غد]:

[2] كذا في النسخ و الانسب« الغفلة»

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست