responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 252

و الندم أو هو متعرض لها في نهاره فيستعد للاحتراز و التباعد منها فينظر أولا في اللسان و يقول إنه متعرض للغيبة و الكذب و تزكية النفس‌[1] و الاستهزاء بالغير و المماراة و الممازحة و الخوض فيما لا يعني إلى غير ذلك من المكاره فيقرر أولا في نفسه أن هذه الأحوال مكروهة عند الله تعالى و يتفكر في شواهد القرآن و أخبار الرسول و التشديد في النهي عنها و ما وعد فاعلها من العذاب ثم يتفكر في أحواله أنه كيف يتعرض لها من حيث لا يشعر ثم يتفكر أنه كيف يحترز منها و يعلم أنه لا يتم ذلك إلا بالعزلة و الانفراد بأن لا يجالس إلا صالحا ينكر عليه و يزري عليه‌[2] مهما تكلم بما يكرهه الله تعالى حتى يصير ذلك مألوفا له فهكذا يكون في حيلة الاحتراز. و يتفكر في سمعه أنه يصغي إلى الغيبة و سماع الكذب و فضول لكلام و إلى اللهو و البدعة و كيف ينبغي أن يحترز منهم بالاعتزال أو بالنهي عن المنكر مهما سمع ذلك. و يتفكر في بطنه أنه إنما يعصي الله فيه بالأكل و الشرب إما بكثرة الأكل من الحلال فإن ذلك مكروه عند الله و مقوي للشهوة التي هي سلاح الشيطان عدو الله و إما بأكل الحرام و الشبهة فينظر من أين مطعمه و ملبسه و مسكنه و يتفكر في طريق الحلال و مداخله ثم يتفكر في وجوه الحيل في الاكتساب منه و الاحتراز من الحرام و يقرر في نفسه أن البدن متى غذي بالحرام علا على القلب منه غشاوة فيصير غافلا و أن الثوب متى كان حراما لم تقبل فيه الصلاة و إن أكل الحلال و لبس الحلال هو أساس العبادات جميعها فهكذا يتفكر في أعضائه جميعها ففي هذا القدر كفاية عن الاستقصاء فمهما حصل بالتفكر حقيقة المعرفة بهذه الأحوال اشتغل بالمراقبة طول النهار حتى يحفظ الأعضاء من جميع القبائح ثم ينظر في الطاعات كيف يؤديها و كيف يحرسها عن النقصان و التقصير و كيف يجبر نقصانها بكثرة النوافل ثم يرجع إلى عضو عضو فيتفكر في الأحوال التي يتعلق بها مما يحبه الله تعالى فيقول مثلا إن العين خلقت للنظر في ملكوت السماوات و الأرض عبرة و لتستعمل في طاعة الله و لتنظر في كتاب الله و سنة رسوله عليه صلوات الله و سلامه و أنا قادر على أن أشغل العين بمطالعة القرآن و السنة فلم لا أفعله و أنا قادر على‌


[1] تزكية النفس: مدحها. تطهيرها و اصلاحها و المراد هنا الأول.

[2] زرى عليه زريا من باب ضرب. عاب عليه و عاتبه و كذا أزرى عليه. من باب الافعال

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست