تُدِيمُ الْجُلُوسَ وَحْدَكَ فَلَوْ جَلَسْتَ مَعَ النَّاسِ كَانَ آنَسَ لَكَ فَيَقُولُ لُقْمَانُ إِنَّ طُولَ الْوَحْدَةِ أَفْهَمُ لِلْفِكْرَةِ وَ طُولَ الْفِكْرَةِ دَلِيلٌ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ
وَ قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ مَا طَالَتْ فِكْرَةُ امْرِئٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَ وَ مَا عَلِمَ امْرُؤٌ قَطُّ إِلَّا عَمِلَ.
وَ قَالَ آخَرُ الْفِكْرَةُ فِي نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ.
وَ قَالَ آخَرُ لَوْ تَفَكَّرَ النَّاسُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ مَا عَصَوُا اللَّهَ
" وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَكْعَتَانِ مُقْتَصَدَتَانِ فِي تَفَكُّرٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ بِلَا قَلْبٍ
وَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَمْشِي إِذَا جَلَسَ يَبْكِي فَقِيلَ[1] مَا يُبْكِيكَ قَالَ تَفَكَّرْتُ فِي ذَهَابِ عُمُرِي وَ قِلَّةِ عَمَلِي وَ اقْتِرَابِ أَجَلِي.
وَ قَالَ آخَرُ عَوِّدُوا أَعْيُنَكُمُ الْبُكَاءَ وَ قُلُوبَكُمْ التَّفَكُّرَ وَ قَالَ[2] الْفِكْرُ فِي الدُّنْيَا حِجَابٌ عَنِ الْآخِرَةِ وَ التَّفَكُّرُ فِي الْآخِرَةِ يُورِثُ الحِكْمَةَ وَ يُحْيِي الْقُلُوبَ
" وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ره التَّفَكُّرُ فِي الْخَيْرِ يَدْعُو إِلَى الْعَمَلِ بِهِ وَ النَّدَمُ عَلَى الشَّرِّ يَدْعُو إِلَى تَرْكِهِ
وَ قَالَ الْحَسَنُ إِنَّ أَهْلَ الْعَقْلِ لَمْ يَزَالُوا يَعُودُونَ بِالذِّكْرِ عَلَى الْفِكْرِ وَ بِالْفِكْرِ عَلَى الذِّكْرِ حَتَّى اسْتَنْطَقُوا قُلُوبَهُمْ فَنَطَقَتْ بِالْحِكْمَةِ.
وَ قَالَ آخَرُ اسْتَعِينُوا عَلَى الْكَلَامِ بِالصَّمْتِ وَ عَلَى الِاسْتِنْبَاطِ بِالْفِكْرِ.
وَ قِيلَ صِحَّةُ النَّظَرِ فِي الْأُمُورِ نَجَاةٌ مِنَ الْغُرُورِ وَ الْعَزْمُ[3] فِي الرَّأْيِ سَلَامَةٌ مِنَ التَّفْرِيطِ وَ النَّدَمِ وَ الرُّؤْيَةُ وَ الْفِكْرُ يَكْشِفَانِ عَنِ الْفِطْنَةِ وَ مُشَاوَرَةُ الْحُكَمَاءِ ثَبَاتٌ فِي الْيَقِينِ وَ قُوَّةٌ فِي الْبَصِيرَةِ فَتَفَكَّرْ قَبْلَ أَنْ تَعْزِمَ وَ تَدَبَّرْ قَبْلَ أَنْ تَهْجُمَ وَ شَاوِرْ قَبْلَ أَنْ تُقْدِمَ.
فينبغي للعبد أن يفتش صبيحة كل يوم جميع أعضائه السبعة تفصيلا ثم بدنه على الجملة هل هو في الحال ملابس لمعصية بها فيتركها أو لابسها بالأمس فيتداركها بالترك
[1] في بعض النسخ[ فقلت]. و في بعضها[ فقلنا]
[2] كذا في النسخ فلم يصرح بالقائل.
[3] بعض النسخ[ الحزم]