نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 248
و اعلمي يا نفس أنه ليس للدين عوض و لا للإيمان بدل و لا للجد
خلف و من كانت مطيته الليل و النهار فإنه يسار به و إن لم يسر فاتعظي يا نفس بهذه
الموعظة و اقبلي هذه النصيحة فإن من أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار و ما أراك بها
راضية و لا لهذه الموعظة واعية فإن كانت القساوة تمنعك عن قبول الموعظة فاستعيني
عليها بدوام التهجد و القيام فإن لم تزل فبالمواظبة على الصيام فإن لم تزل فبقلة
المخالطة و الكلام فان لم تزل فبصلة الأرحام و الألطاف بالأيتام فإن لم تزل فاعلمي
أن ظلمة الذنوب قد تراكمت على باطنك و ظاهرك فوطني نفسك على النار فإن لم يبق فيك
مجال للوعظ فاقنطي[1] من نفسك فإن
القنوط كبيرة من الكبائر نعوذ بالله من ذلك. ثم انظر الآن هل يأخذك حزن على هذه
المصيبة و هل تسمح عينك بدمعة رحمة منك على نفسك فإن سمحت فاستقي الدمع من بحر
الرحمة فقد بقي منك موضع للرجاء فواظبي على النياحة و البكاء و استغيثي بأرحم
الراحمين و اشتكي إلى أكرم الأكرمين و أدمني[2]
الاستغاثة و لا تملي طول الاستكانة لعله أن يرحم ضعفك فإن مصيبتك قد عظمت و بليتك
قد تفاقمت[3] و تماديك قد
طال فلا ملجأ و لا منجى إلا إلى مولاك فافزعي إليه بالتضرع و اخضعي في تضرعك على
قدر عظم جهلك و كثرة ذنوبك لأنه يرحم المتضرع الذليل و يغيث الطالب المتلهف و يجيب
دعوة المضطر و قد أصبحت و الله مضطرة[4] و إلى رحمة
الله محتاجة و قد ضاقت بك السبل و انقطعت منك الحيل و لم تنجع[5] فيك العظات و لم يكسرك التوبيخ و
المطلوب منه كريم و المسئول منه جواد و المستعان به رحيم رءوف و الرحمة واسعة و
الكرم فائض و العفو شامل و قولي يا أرحم الراحمين يا رحمان يا رحيم يا حليم يا
عظيم يا كريم أنا المذنب المصر أنا الجريء الذي لا ينتهي أنا المتمادي الذي لا
يستحي هذا مقام المتضرع المسكين و البائس الفقير
[1] كذا في النسخ و ربما حكى عن بعض النسخ« فلا
تقنط» و هو المناسب
[2] في بعض النسخ« فأدمى» و الادمان و الادامة
بمعنى.