نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 213
باطنه فيه[1] و في أول
أمره و آخره و يفكر في الوجوه الجميلة و الأبدان الناعمة أنها كيف تمزقت في التراب
و أنتنت في القبور بحيث استقذرتها الطباع و القوة و البطش كما حكي عن قوم عاد حين
قالوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً لما أعجبوا بقوتهم كيف سلبهم الله لك و أهلكهم و
العقل و الكياسة و التفطن لدقائق الأمور فإنه يستبد برأيه و يترك المشورة و
استجهال الناس المخالفين لرأيه فعلاجه أن يشكر الله تعالى على ما رزقه من صحة
العقل و يتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه كيف يوسوس و يختل بحيث يضحك منه فلا يأمن
أن يسلب عقله إن أعجب برأيه و لم يقم بشكره و ليستصغر عقله و علمه و ليعلم أنه ما
أوتي مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا و إن اتسع علمه فينبغي أن يعرف مقدار
عقله من غيره لا من نفسه و من أعدائه لا من أصدقائه فإن من يداهنه و يثني عليه
فيزيده عجبا و هو لا يظن لجهل نفسه[2] فيزداد
عجبا. و أما النسب قال الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى[3] أي لا تفاوت في
أنسابكم لاجتماعكم إلى أصل واحد ثم ذكر فائدة النسب فقال إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ