كَبِيرٌ وَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقِيرٌ حَتَّى إِنَّهُ لَأَحْقَرُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْخِنْزِيرِ.
وَ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ انْتَهَيْتُ مَرَّةً إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ تَحْتَهَا رَجُلٌ نَائِمٌ قَدِ اسْتَظَلَّ بِنَطْعٍ لَهُ وَ قَدْ جَاوَزَتِ الشَّمْسُ النَّطْعَ فَسَوَّيْتُهُ عَلَيْهِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ اسْتَيْقَظَ فَإِذَا هُوَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا صَنَعْتُ فَقَالَ يَا جَرِيرُ تَوَاضَعْ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَ تَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّهُ ظُلْمُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي الدُّنْيَا.
وَ سُئِلَ بَعْضُهُمْ عَنِ التَّوَاضُعِ فَقَالَ هُوَ أَنْ تَخْضَعَ لِلْحَقِّ وَ تَنْقَادَ لَهُ وَ لَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ صَبِيٍ
وَ قِيلَ إِنَّ رَأْسَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَضَعَ نَفْسَكَ عِنْدَ مَنْ هُوَ دُونَكَ فِي نَعِيمِ الدُّنْيَا حَتَّى تُعْلِمَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِدُنْيَاكَ عَلَيْهِ فَضْلٌ وَ أَنْ تَرْفَعَ نَفْسَكَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَكَ فِي نَعِيمِ الدُّنْيَا حَتَّى تُعْلِمَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عَلَيْكَ بِدُنْيَاهُ فَضْلٌ
وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مَنْ أُعْطِيَ مَالًا أَوْ جَمَالًا أَوْ عِلْماً ثُمَّ لَمْ يَتَوَاضَعْ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ وَبَالًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قِيلَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى عِيسَى ع إِذَا أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ فَاسْتَقْبِلْهَا بِالاسْتِكَانَةِ أُتِمُّهَا[1] عَلَيْكَ
وَ قِيلَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ فِي الدُّنْيَا فَشَكَرَهَا لِلَّهِ وَ تَوَاضَعَ بِهَا لِلَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ رِفْعَةً فِي الدُّنْيَا وَ رَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً فِي الْآخِرَةِ وَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَشْكُرْهَا لِلَّهِ وَ لَا تَوَاضَعَ بِهَا لِلَّهِ إِلَّا مَنَعَهُ اللَّهُ نَفْعَهَا فِي الدُّنْيَا وَ فَتَحَ لَهُ طَبَقَاتٍ مِنَ النَّارِ يُعَذِّبُهُ بِهَا إِنْ شَاءَ أَوْ يَتَجَاوَزُ عَنْهُ
قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَيُّ الرِّجَالِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ تَوَاضَعَ عَلَى[2] قَدْرِهِ وَ زَهِدَ عَنْ قَدْرِهِ.
قِيلَ دَخَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى الرَّشِيدِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ تَوَاضُعَكَ فِي شَرَفِكَ أَشْرَفُ لَكَ مِنْ شَرَفِكَ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ امْرَأً آتَاهُ اللَّهُ جَمَالًا
[1] في بعض النسخ[ أتممها عليك]
[2] بعض النسخ[ عن]