responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 188

و ينبغي أن يكون الطالب لثواب الله همه إخفاء عمله و طاعته لأنه يريد أن يخلص عمله لله ليجازيه الله عليه يوم القيامة بإخلاصه على ملا من الخلق إذ علم أن الله تعالى لا يقبل عملا في القيامة إلا الخالص و يعلم أن شدة الفاقة و الحاجة إلى الثواب عظيمة شديدة فإنه يوم لا ينفع فيه‌ مالٌ وَ لا بَنُونَ‌ و لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ‌ و يشتغل الصديقون بأنفسهم فيقول كل واحد نفسي نفسي فضلا عن غيرهم و ينبغي أن يكون المطيعون لله العابدون له كزوار بيت الله إذا توجه الحاج إلى مكة فإنهم لا يستصحبون معهم إلا الذهب المغربي الجيد الخالص لعلمهم بأن أرباب البوادي لا يجوز عندهم الزيف‌[1] و الذهب الردي و الحاجة تشتد في البادية و لا وطن يفزع إليه و لا حميم يتمسك به فلا ينجى إلا الخالص من النقد فهكذا شاهد أرباب القلوب يوم القيامة عالم بالضمائر لا تخفى عليه خافية لا يقبل إلا الخالص من كل شوب و متى أدرك النفس تفرفة[2] بين أن يطلع على عبادته إنسان أو يسمع به إنسان ففيه شعبة من الرياء فلو كان مخلصا قانعا بعلم الله لاستخفى من الذين يريدهم أن يطلعوا على عبادته و علم أنهم لا يقدرون على رزق و زيادة ثواب و نقصان عقاب فإذا ينبغي أن لا يفرح باطلاع الناس على أعماله بطاعاته. فإن قيل فما نرى أحدا ينفك عن السرور إذا عرفت طاعته فنقول أولا كل سرور ليس بمذموم بل السرور ينقسم إلى محمود و مذموم فأما المحمود فثلاثة. الأول أن يكون قصده إخفاء الطاعة و الإخلاص لله و لكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أطلعهم و أظهر الجميل من أحواله فيستدل به على حسن صنع الله به و نظره له و ألطافه به فإنه يستر الطاعة و المعصية ثم الله يستر عليه المعصية و يظهر الطاعة و لا لطف أحسن من ستر القبيح و إظهار الجميل فيكون فرحه بجميل نظر الله لا بحمد الناس و قيام المنزلة في قلوبهم و قد قال الله تعالى‌ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا فكأنه ظهر له أنه عند الله مقبول ففرح به.


[1] الزيف و الزائف من الدرهم: الردى المغشوش فيه.

[2] في بعض النسخ‌[ التفرقة].

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست