نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 175
أنه يجمع المال لولده يريد أن يترك ولده بخير و ينقلب هو إلى
شر و إن ولده إن كان تقيا صالحا فيكفيه الله تعالى و إن كان فاسقا فيستعين بماله
على المعصية و ترجع مظلمته عليه و يعالج أيضا قلبه بكثرة التأمل في كثرة الأخبار
الواردة في ذم البخل و مدح السخاء و ما توعد الله تعالى به على البخل من العقاب
فينبغي أن يعلم أن جمع المال فتنة عظيمة و آفة مهولة يسوق صاحبه إلى النار و هو
مصيبة في الدنيا و الآخرة لما يحتاج إليه من المراعات و الحفظ و الاشتمال عليه و
هو قاطع عن الطريق إلا ما يشاء الله تعالى و الخروج منه من أعظم الفوائد و الراحات
إلا بقدر ما يحتاج إليه مما لا بد منه للاستعفاف عن المسألة
و هذا شأن صاحب المال لا
يحظى منه إلا بالهم و الغم و تعبه به أهم[1]
من راحته فمن عرف آفة المال لم يأنس به و لم يأخذ منه إلا قدر حاجته و من قنع بقدر
الحاجة فلا يبخل لأن ما أمسكه بقدر حاجته فليس ببخيل[2] و ما لا يحتاج إليه فلا يتعب نفسه
بحفظه فيبذله بل هو كالماء الجاري على شاطئ دجلة إذ لا يبخل به أحد لقناعة الناس
منه بقدر الحاجة
بيان ذم الغنى و مدح
الفقر
اعلم وفقك الله أن الناس
قد اختلفوا في تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر و نحن نبين فضل الفقير على
الغني و نذكر فضلا ذكره بعض المتكلمين ردا على بعض العلماء الأغنياء حيث احتج
بأغنياء الصحابة و شبه نفسه بهم و قد ذكر من ذلك