responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 169

انبعثت رغبته إلى القناعة لأنه في الحرص لا يخلو من تعب و في التعب لا يخلو من ذل و ليس في القناعة إلا ألم الصبر عن شهوات الفضول و هذا ألم لا يطلع عليه أحد و فيه ثواب الآخرة ثم يقويه عز النفس و القدرة على متابعة الحق فإن من كثر طمعه و حرصه كثرت حاجته إلى الناس و من كثرت حاجته إلى الناس ذلت نفسه و هلك دينه و من لا يؤثر عز النفس على شهوة البطن فهو ركيك العقل ناقص الإيمان.

قَالَ النَّبِيُّ ص‌ عِزُّ الْمُؤْمِنِ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ‌

و في القناعة الحرية و العز.

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع‌ اسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ فَأَنْتَ نَظِيرُهُ وَ احْتَجْ إِلَى مَنْ شِئْتَ فَأَنْتَ أَسِيرُهُ وَ أَحْسِنْ إِلَى مَنْ شِئْتَ فَأَنْتَ أَمِيرُهُ‌

. و ينبغي له أن يكثر تأمله في تنعم اليهود و النصارى و أراذل الناس و الحمقى من الأكراد و الأعراب و من لا دين لهم و لا عقل ثم ينظر إلى أحوال الأتقياء و الصالحين و يستمع أحاديثهم و يطالع أحوالهم و يخير عقله بين أن يكون على مشابهة أراذل الخلق أو على الاقتداء بمن هو أعز أصناف الخلق على الله تعالى حتى يهون عليه بذلك الصبر على القليل و القناعة باليسير فإنه إن تنعم في البطن فالحمار أكثر أكلا منه و إن تنعم في الوقاع فالخنزير أعلى رتبة منه و إن تزين في الملبس و الخيل ففي اليهود من هو أعلى رتبة منه و إن قنع بالقليل و رضي به لم يساهمه في رتبته إلا الأولياء و الأنبياء. و يعلم أن في جمع المال من الخطر كما ذكرناه من آفات المال مع ما يفوته من المقام في الموقف للحساب و يدخل الفقراء قبله الجنة بخمسمائة عام فإنه إذا لم يقنع بما يكفيه التحق بزمرة الأغنياء و أخرج من جريدة الفقراء فإذا أراد أن يتم له ذلك فلينظر أبدا إلى من هو دونه في الدنيا لا إلى من هو فوقه فإن الشيطان أبدا يصرف نظره إلى من هو فوقه فيقول له لم تفتر عن الطلب و أرباب الأموال يتنعمون في المطاعم و الملابس و يصرف نظره في الدين إلى من هو دونه فيقول و لم تضيق على نفسك و تخاف و فلان أعلم منك و هو لا يخاف و الناس كلهم مشغولون بالتنعم فلم تريد أن تميز عنهم.

وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ‌ أَوْصَانِي خَلِيلِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي لَا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي‌

أي في الدنيا

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست