نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 167
فينبغي أن يسد على نفسه أبواب الحرص ما أمكنه و يرد نفسه إلى
ما لا بد منه فإن من كثر حرصه و اتسع إنفاقه لم يمكنه القناعة بل إن كان وحده فينبغي
له أن يقنع بثوب واحد و يقنع بأي طعام كان و يقلل من المشتهيات ما أمكنه و يوطن
نفسه عليه و إن كان له عيال فيرد كل واحد إلى هذا القدر فإن هذا القدر يتيسر بأدنى
جهد و يمكن معه الإجمال في الطلب فالاقتصاد في المعيشة هو الأصل في القناعة و نعني
به الرفق في الإنفاق و ترك الخرق
الثاني إذا تيسر له في
الحال ما يكفيه فلا ينبغي أن يكون شديد الاضطراب لأجل الاستقبال و يعينه على ذلك قصر
الأمل و التحقيق بأن الرزق الذي قدر له لا بد أن يأتيه و إن لم يشتد حرصه فإن شدة
الحرص ليس هو السبب لوصول الأرزاق بل ينبغي أن يكون واثقا بوعد الله تعالى إذ قال وَ ما مِنْ
دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها و ذلك لأن الشيطان يعد
الفقر و يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ و يقول إن لم تحرص على الجمع و الادخار فربما
تمرض و ربما تفقر[2] و تحتاج إلى
احتمال الذلة بالسؤال فلا يزال طول العمر يبعثه
[1] التؤدة- وزان اللمزة- التأنى و الرفق و السكون
و الوقار.