responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 162

يخلوا عن التعدي أيضا إلى سائر الجوارح و كل ذلك يلزم من شؤم المال و الحاجة إلى حفظه و إصلاحه و هذا لا ينفك عنه أحد من أصحاب المال ثم إنه يلهيه إصلاح ماله عن ذكر الله تعالى و كلما شغل عن ذكر الله فهو خسران.

وَ لِذَلِكَ قَالَ عِيسَى ع فِي الْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ أَنْ يَأْخُذَهُ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَقِيلَ إِنْ أَخَذَهُ مِنْ حِلِّهِ فَقَالَ يَضَعُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ فَقِيلَ إِنْ وَضَعَهُ فِي حَقِّهِ فَقَالَ يَشْغَلُهُ إِصْلَاحُهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ هَذَا هُوَ الدَّاءُ الْعُضَالُ‌

فإن أصل العبادات و مخها و سرها ذكر الله تعالى و الفكر في جلاله و مصنوعاته و يحتاج ذلك إلى قلب فارغ و صاحب الضيعة يمسي و يصبح متفكرا في خصومة الفلاح و محاسبته و خصومة الشركاء و منازعتهم في الماء و الحدود و خصومة أعوان السلطان في الخراج و خصومة الأجراء في التقصير في العمارة و خصومة الفلاحين في خيانتهم و صاحب التجارة يكون متفكرا في خيانة شريكه و انفراده بالربح و تقصيره في العمل و تضييعه للمال و كذلك صاحب المواشي و هكذا سائر أصناف الأموال و أبعدها عن كثرة الاشتغال النقد المكنوز تحت الأرض و لا يزال الفكر مترددا فيما يصرف إليه و في كيفية حفظه و في الخوف ممن يعثر عليه و في دفع أطماع الناس عنه و أودية أفكار أهل الدنيا لا نهاية لها و الذي معه قوت يومه في سلامة عن جميع ذلك و ما يقاسيه أرباب الأموال في الدنيا من الخوف و الحزن و الغم و الهم و التعب في دفع الحساد و تجشم المصاعب في حفظ الأموال و كسبها فإذا ترياق الأموال أخذ الضرورة من ذلك مما بيناه فيما تقدم ما لا غنى عنه لإصلاح البدن بتوفيره على العبادة و صرف الزائد إلى الجيران في الخيرات من الصدقات و غيره و ما عداه سموم و آفات‌

بيان ذم الحرص و الطمع و مدح القناعة و اليأس مما في أيدي الناس‌

اعلم أن الفقر محمود و لكن ينبغي أن يكون الفقير قانعا منقطع الطمع عن الخلق غير ملتفت إلى ما في أيديهم و لا حريصا على اكتساب المال كيف كان و لا يمكنه ذلك‌

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست