نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 162
يخلوا عن التعدي أيضا إلى سائر الجوارح و كل ذلك يلزم من شؤم
المال و الحاجة إلى حفظه و إصلاحه و هذا لا ينفك عنه أحد من أصحاب المال ثم إنه
يلهيه إصلاح ماله عن ذكر الله تعالى و كلما شغل عن ذكر الله فهو خسران.
فإن أصل العبادات و مخها
و سرها ذكر الله تعالى و الفكر في جلاله و مصنوعاته و يحتاج ذلك إلى قلب فارغ و
صاحب الضيعة يمسي و يصبح متفكرا في خصومة الفلاح و محاسبته و خصومة الشركاء و
منازعتهم في الماء و الحدود و خصومة أعوان السلطان في الخراج و خصومة الأجراء في
التقصير في العمارة و خصومة الفلاحين في خيانتهم و صاحب التجارة يكون متفكرا في
خيانة شريكه و انفراده بالربح و تقصيره في العمل و تضييعه للمال و كذلك صاحب
المواشي و هكذا سائر أصناف الأموال و أبعدها عن كثرة الاشتغال النقد المكنوز تحت
الأرض و لا يزال الفكر مترددا فيما يصرف إليه و في كيفية حفظه و في الخوف ممن يعثر
عليه و في دفع أطماع الناس عنه و أودية أفكار أهل الدنيا لا نهاية لها و الذي معه
قوت يومه في سلامة عن جميع ذلك و ما يقاسيه أرباب الأموال في الدنيا من الخوف و
الحزن و الغم و الهم و التعب في دفع الحساد و تجشم المصاعب في حفظ الأموال و كسبها
فإذا ترياق الأموال أخذ الضرورة من ذلك مما بيناه فيما تقدم ما لا غنى عنه لإصلاح
البدن بتوفيره على العبادة و صرف الزائد إلى الجيران في الخيرات من الصدقات و غيره
و ما عداه سموم و آفات
بيان ذم الحرص و الطمع
و مدح القناعة و اليأس مما في أيدي الناس
اعلم أن الفقر محمود و
لكن ينبغي أن يكون الفقير قانعا منقطع الطمع عن الخلق غير ملتفت إلى ما في أيديهم
و لا حريصا على اكتساب المال كيف كان و لا يمكنه ذلك
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 162