و هو مثال واضح فإن حياة
الدنيا معبر الآخرة و المهد هو المثل الأول على رأس القنطرة و اللحد هو المثل
الثاني و بينهما مسافة محدودة فمن الناس من قطع نصف القنطرة و منهم من قطع ثلثها و
منهم من قطع ثلثيها و منهم من لم يبق إلا خطوة واحدة و هو غافل عنها و كيف ما كان
لا بد من العبور مثال آخر للدنيا في لين مأخذها و خشونة مصدرها اعلم أن أوائل أمور
الدنيا تبدو لينة يظن الخائض فيها أن حلاوة حفضها[5] كحلاوة الخوض فيها و هيهات فالخوض في
الدنيا سهل و لكن الخروج منها مع السلامة شديد
[3] قال- بقيل قيلا و قائلة و قيلولة و مقالا و
مقيلا- نام في القائلة و هو منتصف النهار.
[4] في النسخة المطبوعة[ و أنكر من ذلك] فيحتمل
كون انكر للتفضيل.
[5] حفضه بالحاء المهملة و الضاد المنقوطة: ألقاه
و طرحه. و في النسخة المطبوعة بالظاء و هو اشتباه كما يشهد به قوله: و الخروج منها
فان طرحها يناسب الخروج منها بخلاف الحفظ لها
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 147