تَزَيَّنْتِ وَ تَصَنَّعْتِ لَهُمْ إِنِّي قَذَفْتُ فِي قُلُوبِهِمْ بُغْضَكِ وَ الصُّدُودَ عَنْكِ[1] وَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْكِ كُلُّ شَأْنِكِ صَغِيرٌ وَ إِلَى الْفَنَاءِ تَصِيرِينَ قَضَيْتُ عَلَيْكِ يَوْمَ خَلَقْتُكِ أَنْ لَا تَدُومِي لِأَحَدٍ وَ لَا يَدُومُ أَحَدٌ لَكِ وَ إِنْ بَخِلَ بِكِ صَاحِبُكِ وَ شَحَّ عَلَيْكِ
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الدُّنْيَا مَوْقُوفَةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا لَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَ تَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَبِّ اجْعَلْنِي لِأَدْنَى أَوْلِيَائِكَ نَصِيباً الْيَوْمَ فَيَقُولُ اسْكُتِي يَا لَا شَيْءَ إِنِّي لَمْ أَرْضَكِ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا أَرْضَاكِ لَهُمُ الْيَوْمَ
وَ قَالَ ص لَيَجِيئَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْوَامٌ وَ أَعْمَالُهُمْ كَجِبَالِ تِهَامَةَ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مُصَلِّينَ قَالَ نَعَمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَ يُصَلُّونَ وَ يَأْخُذُونَ وَهْناً مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا وَثَبُوا عَلَيْهِ
وَ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ وَ بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ مَا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ فَلْيَتَزَوَّدِ الْعَبْدُ مِنْ دُنْيَاهُ لآِخِرَتِهِ وَ مِنْ حَيَاتِهِ لِمَوْتِهِ وَ مِنْ شَبَابِهِ لِهَرَمِهِ فَإِنَّ الدُّنْيَا خُلِقَتْ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ خُلِقْتُمْ لِلْآخِرَةِ وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ وَ لَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلَّا الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ
وَ قَالَ عِيسَى ع لَا يَسْتَقِيمُ حُبُّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ كَمَا لَا يَسْتَقِيمُ الْمَاءُ وَ النَّارُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ
وَ رُوِيَ أَنَّ جَبْرَئِيلَ ع قَالَ لِنُوحٍ ع يَا أَطْوَلَ الْأَنْبِيَاءِ عُمُراً كَيْفَ وَجَدْتَ الدُّنْيَا قَالَ كَدَارٍ لَهَا بَابَانِ دَخَلْتُ مِنْ أَحَدِهِمَا وَ خَرَجْتُ مِنَ الْآخَرِ
: وَ قِيلَ لِعِيسَى ع لَوِ اتَّخَذْتَ بَيْتاً قَالَ يَكْفِينَا خُلْقَانُ[2] مَنْ كَانَ قَبْلَنَا
وَ قَالَ نَبِيُّنَا ص احْذَرُوا الدُّنْيَا فَإِنَّهَا أَسْحَرُ مِنْ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ
وَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُذْهِبَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَمَى وَ يَجْعَلَهُ بَصِيراً إِلَّا أَنَّهُ مَنْ رَغِبَ فِي الدُّنْيَا وَ طَالَ أَمَلُهُ فِيهَا أَعْمَى اللَّهُ قَلْبَهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَ مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَ قَصَرَ أَمَلَهُ فِيهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عِلْماً
[1] الصدود: الاعراض.
[2] خلقان كعثمان جمع خلق وزان فرس و هو البالى.