نام کتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق نویسنده : الشیخ البهائي جلد : 1 صفحه : 182
و عن النبي 7 تحرّوا الصدق و لو رأيتم فيه الهلكة، فان فيه
النجاة، و تجنبوا الكذب و لو رأيتم فيه النجاة، فان فيه الهلكة.
و منها:
استيثار استعذاب كلامه، و ظرافته، و هو لا يعرف صدقا، فيستعمل الكذب، و هذا النوع
أسوء حالا من الاول، لانه يصدر عن مهانة النفس، و دناءة الهمّة،.
قال الجاحظ: ما
كذب أحد قط الا صغّر قدر نفسه عنده.
و منها: أن يضع
به قدر عدوّه، حيث لا يجد فيه منقصة تشنيه، فيرى ارسال الكذب فيه سهما صائبا، و
هذا أسوء حالا من الاولين.
و منها: أن
يكون دواعي الكذب قد ترادفت عليه حتّى ألفها، فصار الكذب له عادة، و صارت نفسه
اليه منقادة، حتى لورام مجانبته عسر عليه ذلك لانّ العادة طبع ثان، فانّ هذا أسوء
حالا من الجميع، لانّه جمع بين مهانة الدنيا و عذاب الاخرة.
و حيث قد
قدّمنا أنّ دواعي الصّدق لازمة، و دواعي الكذب عارضة، فمن ثم جاز ان تستفيض
الاخبار الصادقة، حتى تصير متواترة، فتفيد العلم، و لم يجز ذلك في الاخبار
الكاذبة، لان اتفاق الناس انما هو لاتفاق الدواعي و دواعي الصدق يصحّ اتفاق الناس
عليها، للزومها، و نفعها، بخلاف الكذب.
لمعة:
و من مضار
الكذب، فوق ما يترتب عليه من العذاب في الاخرة، و الذل و المهانة في الدنيا، أنه
ربّما ينسب اليه الخبر، اذا ظهر كذبا و ان لم يكن فاه به.
نام کتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق نویسنده : الشیخ البهائي جلد : 1 صفحه : 182