نام کتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق نویسنده : الشیخ البهائي جلد : 1 صفحه : 110
و عن مجاهد في قوله تعالى «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ»[1] قال: الخط.
«وَ مَنْ
يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» يعني الخط.
و قال بعض
الحكماء: القلم و السيف حاكمان في جميع الاشياء، و لولاهما ما قامت الدنيا.
و كانت العرب
تعظّم قدر الخط جدا، و تعدّه من أكبر المنافع. فحينئذ، يجب على من يتعاطى الكتابة
أن يكون طويل الروح عالما ببراية القلم و قطه و غلظه و طول جلفته. و أن يعرف أي
حرف يمد، و أي حرف لا يمد، و عند أي حرف يمد، ثم يعتني بعد ذلك بأمرين:
أحدهما: تقويم
الحروف على أشكالها الموضوعة لها، فيعطي كل حرف حقه، ليصير الخط مبينا.
و ثانيهما: ضبط
ما اشتبه بالنقط و الشكل المميز لها. ثم ما زاد على هذين الشيئين من تحسين الخط و
ملاحة نظمه، فانما هو زيادة حذق بصنعته و ليس شرطا في صحته.