: ما يميّز
الشيء عن[2]
غيره مطّردا و منعكسا[3]،
فإن أنبأ عنه بذاتيّاته فحقيقيّ[4]،
أو بلازمه فرسميّ[5]،
أو بمرادف أجلى فلفظيّ.
و عند غيرنا[6]:
ما يميّزه بفصله مع جنسه القريبين، أو خاصّته معه حدّ أو رسم تامّان، و بدونه
ناقصان، و صورة الحقيقيّ جنس قريب ثمّ فصل و لا يكتسب ببرهان و إلّا دارا[7]
و حصّل الحاصل، أمّا في التصديق فيراد [به] حال النسبة لا تعقّلها.
فصل القضيّة:
قول يصدّق، أو
يكذّب، أو كلام لنسبة خارج[8]،
فإن حكم فيها
[3] معنى الاطّراد و الانعكاس التلازم بين الحدّ و
المحدود في الوجود و العدم، و الاطّراد استلزام الحدّ للمحدود كلّيّا، و الانعكاس
استلزام المحدود للحدّ كذلك.
[4] ظاهر الجمع المضاف العموم أي جميع ذاتيّاته، و حينئذ
يكون المراد بالحقيقي الحقيقي التامّ، و أمّا المبني ببعضها فهو حقيقي ناقص، و
يمكن جعله داخلا في الرسمي بأن يراد باللازم ما يعمّ الداخل و الخارج و لا يرد
جميع الذاتيّات فإنّه ليس لازما لعدم المغايرة.
و
الحاصل: انّا لم نظفر للاصوليّين بتصريح في ذلك، فالحكم بأحد الأمرين بعينه تحكّم،
و لعلّه خال عن الاسم.
[5] المراد خاصّة المشارط بقرينة قوله:« مطّردا و
منعكسا».
[7] لأنّه لا بدّ في الدليل من تعقّل المعرّف لوجوب
تعقّل ما يستدلّ عليه قبل إقامة الدليل، فلو حصل تعقّل حقيقة بالدليل لتأخّر عنه
فلزم الدور.
[8] أراد أن يبيّن كما انّ الخبر يعرف بالصدق و الكذب
لكونهما من الأغراض الذاتيّة فله-- أيضا غرض ذاتي آخر يمكن أن يعرف به و هو قوله:«
أو كلام لنسبة خارج».
نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : الشیخ البهائي جلد : 1 صفحه : 46