«مجمع البيان» بانخراطه في سلك الجموع التي لا واحد لها ك «النفر» و
«الجيش»[1].
و كما يستغرق
الجمع المعرّف آحاد مفرده و إن لم يصدق عليها، كما قالوه في قوله تعالى: وَ اللَّهُ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[2] كذلك يشمل
«العالم» أفراد الجنس المسمّى به و إن لم يطلق عليها، كأنّها آحاد مفرده التقديري،
فلفظ «العالمين» بمنزلة جمع الجمع، فكما أنّ «الأقاويل» يتناول كلّ واحد من آحاد
الأقوال، كذلك هذا اللفظ يتناول كلّ واحد من آحاد الأجناس. و إنّما جمع بالواو و
النون؛ تغليبا لأجناس العقلاء- من الملائكة و الإنس و الجنّ- على غيرهم.
و قيل: هو في
الأصل اسم لذوي العلم، و تناوله لغيرهم بالتبع[3].
و قيل: للثقلين
فقط[4]،
و عليه جرى قوله- سبحانه-: لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً[5].
هذا، و قد يجعل
قوله- جلّ شأنه- رَبِّ الْعالَمِينَ دليلا على افتقار الممكنات في بقائها إلى
المؤثّر.
و يقرّر تارة:
بأنّ الصفة المشبّهة تدلّ على الثبوت و الاستمرار، فتربيته- سبحانه- لها[7]
مستمرّة، و أعظم أفرادها ما هو مناط بقيّة الأفراد الأخر، أعني: استمرار إفاضة نور
الوجود عليها إلى الأمد الذي يقتضيه حالها.