responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 176

القتلى، فو اللّه هذه الليلة لا بدّ من المساهرة في هذه الأرض لأبصر هذا الأسد يأكل من هذه الجثث ام لا، فلما صار غروب الشمس و اذا به اقبل فخفته فاذا هو هائل المنظر، فارتعبت منه و هممت ان انهزم عنه فثبطت نفسي و راجعتها و هو يتخطى القتلى حتى وقف على جسد كأنّه الشمس اذا طلعت تحت الغمام، فبرك عليه، فقلت يأكل منه و اذا به يمرغ وجهه على ذلك الجسد و هو يهمهم و يدمدم و دموعه تجري على خديه، فقلت اللّه اكبر ما هذه الأعجوبة فجعلت احرسه حتى اعترك الظلام و اذا الشموع معلقة فملأت الأرض فزادني عجبا، اذا أنا اسمع بكاء و نحيبا ساعة، و اذا بلطم مفجع لكن لم أر أشخاصا فقصدت تلك الأصوات فخيل لي انّي وقعت عليها فأصغيت سمعي زمانا، فاذا هو تحت الأرض و فهمت من ناع فيهم يقول وا حسيناه و اماماه فاقشعر جلدي و طار لبي، فقربت من الباكي و اقسمت عليه باللّه و برسوله من تكون؟ فقال انا نساء من الجن، فقلت و ما شأنكن؟ فقالت في كل يوم و ليلة هذا عزاؤنا على الحسين العطشان المجدل على الزملاء، فقلت هذا الحسين الذي عنده الأسد، فقالت نعم، قالت انت تعرف هذا الأسد؟ قلت لا، قالت هذا ابوه علي بن ابي طالب فهممت ان ارجع و دموعي تجري على خديّ حزنا عليه، و اذا برجال لم أر أطول منهم ذو اسلحة كثيرة، فكاد فؤادي ان يطير، و اذا بهم قائل يقول فارجع فرجعت خائفا، و قيل هذا الرجل هو الذي دفن الحسين 7.

و روينا عن علي بن الحسين عليهما السّلام قال لما وفدنا على يزيد بن معاوية لعنهما اللّه تعالى أتوا بحبال و ربطونا مثل الأغنام؛ و كان الحبل بعنقي و عنق أم كلثوم و بكتف زينب و سكينة و البنات تساق كلما قصرن عن المشي ضربنا (بن) حتى أوقفونا بين يدي يزيد، فتقدمت إليه و هو على سرير مملكته، و قلت له ما ظنك برسول اللّه 6 لو يرانا على هذه الصفة؟ فبكى و بكى كل من كان حاضرا في مجلسه فأمر بالحبال فقطعت من أعناقنا و أكتافنا و روي عن المنهال بن عمر قال بينما أتمشى في السوق من دمشق و إذا أنا بعلي بن الحسين 7 يتوكأ على عصا و رجلاه كأنهما قصبتان و الدم يسيل من ساقيه، و الصفرة قد أزدادت من عليه فخنقتني العبرة فأعترضته و قلت كيف أصبحت يا ابن رسول اللّه؟ قال فبكى و قال كيف حال من أصبح أسيرا ليزيد بن معاوية، و نسائي الى الآن ما شبعن بطهور لهن و لا كسين رؤسهن نائحات الليل و النهار و نحن يا منهال كمثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبنائهم و يستحيون نسائهم؛ أمست العرب تفتخر على العجم بأن محمدا عربيّ؛ و أمست قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منهم، و أمسينا معشر أهل البيت مغصوبين مقتلين مشردين؛ ما يدعونا إليه مرة إلا نظن القتل إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، قلت سيدي و إلى أين تريد؟ قال المحبس الذي نحن فيه ليس له سقف و الشمس تصهرنا به و لا نرى الهوى فأفر منه لضعف بدني سويعة، و أرجع خشية على النساء

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست