نصفا، فأنظر نصفين فأخذ
كل واحد منهما نصفا، فأنظر إلى رعاية حرمتهما حيث لم يرد اللّه، و رسوله و أبوهما
و إمهما إدخال غم الترجيح عليهما و أمثال هذه الروايات الدالة على المساوات بينهما
لا تكاد تحصى مع أنه 6، ورثهما من بدنه الشريف، فكان الحسن
7 يشبه من السرة إلى فوق و الحسين 7 يشبهه في النصف الباقي.
و في الروايات الكثيرة أن الجنة قالت يا رب أسكنتني الضعفاء و المساكين قال لها
اللّه تعالى، أ لا ترضين أني زينت اركانك بالسن و الحسين عليهما السّلام، قال
فماست كما تميس العروس فرحا و روى أنه كان رسول اللّه 6 يخطب
فجاء الحسن و الحسين عليهما السّلام و عليهما قميصان احمران يمشيان و يعثران، فنزل
رسول اللّه 6 من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه ثم قال صدق
اللّه و رسوله أَنَّما أَمْوالُكُمْ
وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ* نظرت الى
هذين الصبيين يمشيان و يعثران، فلم اصبر حتى قطعت حديثي و رفعتهما. و أما بقي
الائمة عليهم السّلام فالاخبار قد اختلفت في احوالهم، في المساواة و الاشرفية فروى
الصدوق مسندا الى مولانا أبي عبد اللّه الحسين 7 قال دخلت أنا و أخي
علي جدي رسول اللّه 6 فأجلس أخي على فخذه الايمن و أجلسني على
فخذه الاخرى، ثم قبّلنا و قال بأبي أنتما من أمامين صالحين اختاركما اللّه مني، و
من ابيكما، و أمكما و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة عليهم السّلام تاسعهم
قائمهم، كلهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء. و في الروايات الأخرى، ان افضلهم
قائمهم، و لعل افضليته 7 باعتبار تشييد اركان الدين، و كثرة جهاده و
اعزاز المؤمنين به، و نحو ذلك مما يأتي تفصيله ان شاء اللّه.
نور علوي
إعلم أنه لا
خلاف بين اصحابنا رضوان اللّه عليهم في اشرفية نبينا 6 على
سائر الانبياء عليهم السّلام للأخبار المتواترة و إنما الخلاف بينهم في افضلية
امير المؤمنين و الائمة الطاهرين عليهم السّلام على الانبياء مما عدا جدهم 6 فذهب جماعة الى انهم افضل باقي الانبياء ما خلا اولي العزم.
فانهم افضل من الائمة عليهم السّلام، و بعضهم الى المساواة و اكثر المتأخرين الى
افضلية الائمة عليهم السّلام، على اولي العزم، و هو الصواب و الدليل عليه امور:
الاول: قول النبي 6 لو لا علي لم يكن لفاطمة كفؤ آدم 7
فمن دونه، و قد اعترض الرازي على هذا بأن ابراهيم و اسماعيل ابواها، فلا يدخلان في
هذا العموم و الجواب ظاهر و ان المراد النظر الى الكفوية، مع قطع النظر عن
الابوية، مع ان غيرهما كاف في باب التفضيل، اذ لا قائل بالفرق بين موسى و ابراهيم.
الثاني: ما رواه المفضل بن عمر، قال ابو عبد اللّه 7، ان اللّه تبارك و
تعالى خلق الارواح قبل الاجساد بالفي عام، فجعل اعلاها و اشرفها، ارواح محمد و علي
و الحسن و الحسين