لك يدلّ عليه دليل من
الشرع بل الاخبار على خلافه، و نقلها يفضي الى التطويل لان موضوع الكتاب ليس
للمباحثة معهم و انما موضوعه نقل الكائنات في الافلاك و ارضين على طريقة الشرع،
لكن لزم منم هذا ابطال مذاهبهم المأخوذة من الحدس و الرياضة اذا عرفت هذا.
فاعلم ان
الظاهر من هذه الاخبار و غيرها هو ان السموات طبقات كما ان الارض طبقات لكن روى
علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسين بن خالد عن الرضا 7 قال قلت له
اخبرني عن قول اللّه و السماء ذات الحبك، فقال هي محبوكة الى الارض، و شبك بين
اصابعه فقلت كيف تكون محبوكة الى الارض و اللّه يقول رفع السموات بغير عمد ترونها
فقال سبحان اللّه أ ليس يقول بغير عمد ترونها قلت بلى قال فثمّ عمد و لكن لا
ترونها قلت كيف ذلك جعلني اللّه فداك، قال فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها
فقال هذه ارض الدنيا و مساء الدنيا عليها فوقها قبّة و الارض الثانية فوق سماء
الدنيا و سماء الثانية فوقها قبّة، و الارض الثالثة فوق سماء الثانية و سماء
الثالثة فوقها قبة، و الارض الرابعة فوق سماء الثالثة، و مساء الرابعة فوقها قبة،
و الارض الخامسة فوق سماء الرابعة و سماء الخامسة فوقها قبة، و الارض السادسة فوق
سماء الخامسة و سماء السادسة فوقها قبة و الارض السابعة فوق سماء السادسة و سماء
السابعة فوقها قبة و عرش الرحمن تبارك و تعالى فوق السماء السابعة، و هو قول اللّه
تعالى الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ فاما صاحب الامر فهو رسول اللّه 6 و الوصي بعد رسول اللّه قائم هو على وجه الارض، فانما يتنزل الامر اليه
من بين السموات و الارضين قلت فما تحتنا الا ارض واحدة، فقال ما تحتنا الى ارض
واحدة و ان الست كلهم فوقنا.
اقول لا يخفى
ما في هذا الحديث من الاشكال و عدم امكان تأويله حتى ينطبق على الاخبار و ظواهر
الآيات او على اقوال الحكماء و الرياضيين، و هذا لا يوجب رده بل يجب التسليم و
الانقياد له و ارجاعه الى متشابهات الاخبار، فان كلامهم صلوات اللّه عليهم كالقرآن
له ظاهر و باطن، و منه محكم و متشابه و عامّ و خاصّ، و مطلق و مقيد و مجمل و مبين
الى غير ذلك.
نعم قد وقع
الخلاف بين ارباب الرياضي في الارضين السبع، فقال بعضهم بأنها طبقات سبع كما هو
مدلول الاخبار، و منهم من قال انها طبقة واحدة لكن تعددها باعتبار الاقاليم
السبعة، و آخرون ذهبوا الى انها ثلث طبقات الارض الصرفة البسيطة و الطينية و
الظاهرة التي على وجه الارض و هي مع كرة الماء كرة واحدة و ثلث كرات الهوى و كرة
النار و منهم من جعل الارض كرتين البسيطة و غيرها، و الماء كرة و منهم من قسّم
الهوا كرتين، و منهم من قسمها اربع كرات، و هذه الوجوه لا ينطبق شيء منها على
ظواهر الاخبار.