ذكر الشيخ منصور بن عمار رحمه اللّه تعالى:
كان رحمه اللّه تعالى من حكّام المشايخ، و من سادة الصوفية، و في المواعظ له كلمات
عالية، حتى قيل: ما تكلّم أحد من المشايخ أحسن منه.
و كان في أنواع العلوم كاملا، و صاحب معرفة، و له في خراسان قبول
عظيم.
و سبب توبته على ما نقل أنه وجد رقعة كاغد مكتوبا عليها بسم اللّه
الرحمن الرحيم، فأخذها، و ما وجد ثقبة في جدار يضعها فيها، فابتلعها، فرأى في
المنام كأنّ قائلا يقول: بسبب تعظيمك تلك الرّقعة فتحنا عليك باب الحكمة.
فاشتغل مدّة بالرياضة، ثم شرع في الوعظ.
نقل أنه كان في زمانه شابّ فاسق، اشتغل في بعض الأيام بالفسق، و أعطى
غلاما له أربعة دراهم، و أمره أن يشتري ما يتنقّل[2]
به، فوصل الغلام في مروره إلى مجلس ابن عمار، و خطر بباله أن يدخل و يسمع من
كلماته، فلمّا دخل سمع يقول: من الذي يعطي هذا الفقير أربعة دراهم، لأدعو له
بأربعة أشياء. و كان هناك فقير يسأل أربعة دراهم، فقال الغلام من نفسه: أنا أصرف
هذه الأربعة
[1] -التاريخ الكبير 7/ 350، الضعفاء للعقيلي 4/ 193،
الجرح و التعديل 8/ 176، الثقات لابن حبّان 9/ 170، الكامل في الضعفاء 6/ 393،
طبقات الصوفية 130، حلية الأولياء 9/ 325، تاريخ بغداد 13/ 71، الرسالة القشيرية
68، مناقب الأبرار 329، صفة الصفوة 2/ 308، المختار من مناقب الأبرار 5/ 61، مختصر
تاريخ دمشق 25/ 259، سير أعلام النبلاء 9/ 93، ميزان الاعتدال 4/ 187، طبقات
الأولياء 286، النجوم الزاهرة 2/ 244، نفحات الأنس 94، طبقات الشعراني 1/ 83،
الكواكب الدرية 1/ 720.
[2] -كذا في الأصلين، و في الرسالة القشيرية 226( باب
الرجاء): يشتري شيئا من الفواكه.
و النّقل: ما يتنقّل به على
الشراب من فواكه و كوامخ، و أيضا ما يتفكّه به من جوز و لوز و بندق. المعجم
الوسيط.
نام کتاب : تذكرة الأولياء عطار نيشابوري (معرب) نویسنده : اصيلي وسطائي، محمد جلد : 1 صفحه : 420