ذكر أبي صالح حمدون بن أحمد القصار رحمه اللّه: كان رحمه اللّه من كبار المشايخ، و موصوفا بالورع و التقوى، فقيها
عالما بالحديث، و له في علم الحديث درجة عالية، و كان في عيوب النفس ذا بصيرة، و
كان في المجاهدة و المعاملة في المرتبة الأقصى.
و كلامه كان مؤثّرا في القلوب، و كان على مذهب الثوري[2]، و مريدا لأبي تراب النخشبي.
و كان في التّقوى إلى حيث أنه كان عند صديق له، و قد حضرته الوفاة،
فتوفّي في الليل، فقام حمدون و أطفأ السراج، و قال: انتقل هذا السراج بموته إلى
ورثته، و لا يجوز لنا أن نستضيء بضوئه بدون رضا الورثة.
نقل أنه كان في نيسابور رجل مشهور بالشطارة و العيارة يسمّى نوح،
فالتقى به حمدون في بعض الطرق، و قال له: ما الفتوة؟ قال: أمّا فتوّتي ففي أن أخلع
القباء و ألبس مرقعة، و أشرع في التصوف، و أستحيي من الخلق بسبب زيّ أهل
[2] -أقام سفيان الثوري( 97- 161 ه) مذهبا فقهيا
مستقلا، لم يتابع فيه أهل الرأي كل المتابعة، كما لم يتابع فيه أهل الحديث كل
المتابعة؛ بل كان وسطا بين هؤلاء و هؤلاء، و لذلك كانت له مكانته في كلا
المدرستين، و كان لمذهبه علماء أتباع في العراق و المغرب، عاش مذهبه و عمل به
الناس مدة ثلاثة قرون. انظر موسوعة فقه سفيان الثوري تأليف د. محمد رواس قلعة جي
صفحة 60.
نام کتاب : تذكرة الأولياء عطار نيشابوري (معرب) نویسنده : اصيلي وسطائي، محمد جلد : 1 صفحه : 416