پى نوشت:
يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي (1) وَ اعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ (2) وَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ (3) وَ أَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ (4) وَ أَنَّ الْمُبْتَلِيَ هُوَ الْمُعَافِي (5) وَ أَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلَّا عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ وَ الْجَزَاءِ فِي الْمَعَادِ أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ (6) فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِكَ (7) فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ بِهِ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ (8) وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ (9) فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ (10) وَ لْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ (11).
وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ الرَّسُولُ 7 فَارْضَ بِهِ رَائِداً (12) وَ إِلَى النَّجَاةِ قَائِداً (13) فَإِنِّي لَمْ آلُكَ نَصِيحَةً (14) وَ إِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ (15).
وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لَأَتَتْكَ رُسُلُهُ (16) وَ لَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِهِ وَ سُلْطَانِهِ (17) وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ (18) وَ لَكِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ (19) لَا يُضَادُّهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ (20) وَ لَا يَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ يَزَلْ (21) أَوَّلٌ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ (22) وَ آخِرٌ بَعْدَ الْأَشْيَاءِ بِلَا نِهَايَةٍ (23) عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ (24) فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ كَمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ فِي صِغَرِ خَطَرِهِ (25) وَ قِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ (26) وَ كَثْرَةِ عَجْزِهِ (27) و عَظِيمِ حَاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ (28) فِي طَلَبِ طَاعَتِهِ وَ الْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَ الشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ (29) فَإِنَّهُ