responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 39

فالمشاعر موزّعة في مراكز ومواضع متعددة من البدن المركّب، يقوم كلّ مشعر بدور يتناسب مع درجته الوجودية وشرفه، وأما إذا صفا البدن من الكدورة والتركيب وحلّقت به نفسه الرفيعة فإنّ قواه تتموضع في موضع واحد وهو البدن الذي يصبح موضع السمع بكله والبصر وكذلك باقي الحواس يضاً، «وهذا نظير ما قالوا في الأولياء، ولاسيّما سيّدهم وخاتمهم سيّد المرسلين، من أنّه 6 يبصر من قفاه ووراه كما يبصر ببصره، فكأنّه بكلّه بصر، وسمع، وشم، وذوق»[1] والذي يكون كذلك أي الذي يبصر بكل بدنه مثلًايكون أقوى من الذي ينحصر إبصاره في موضع معيّن من بدنه، والمرجع في ذلك إلى‌

لطافة الروح أو كثافته حيث تنعكس هذه الحالات بشكل طردي على البدن بما يتناسب مع اللطافة أو الكثافة. ألا ترى أنّ بعض الناس يكون نومه خفيفاً فينهض من نومه بسهولة ويسر، بينما آخرين يكون إيقاظهم من الأعمال الشاقة والمهام المزعجة. وهذا من الأمور التي تؤكّد العلاقة الوطيدة والوثيقة بين الروح والبدن، وأنّ الأبدان تابعة في حالاتها وأحوالها للأرواح، وكيف لا يكون الأمر كذلك والنفس هي المولّدة والمحصّلة والحاملة للبدن، «تُدبّره حيثما أرادت، وتذهب به حيث ما شاءت من هبوط إلى أسفل أو صعود إلى فوق، بحيث يمكنها مع كثافة البدن وثقله وانجذابه إلى مركز الأرض‌فمتى أرادت صعوده تصيّره صاعداً وتبدّل ثقله خفّةً، وإذا أرادت‌


[1] - درر الفوائد، ج 2، ص 301.

نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست