responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 343

أما بالجملة في القسمين فلم يوجبه أحدٌ؛ «لما ورد من أنّ أهل الجنّة جرد مرد، وأنّ ضرس الكافر مثل جبل أحد، وأنّ مخالف الإمام في الصلاة عمداً يُحشر ورأسه رأس حمار، وغير ذلك مما يدلّ على أنّ الناس يُحشرون على صور أعمالهم حسنة أو قبيحة، إنّما هي أعمالكم تُردّ إليكم ... وبالجملة مع هذا التفاوت الشديد لا يمكن دعوى العينية والمثلية في كلّ واحد واحد من الأعضاء: أين الظلمة من النور ... وهل يستوي الأعمى والبصير ...»[1]، وإلّا فأيُّ بدن من الأبدان التي تناوبت على الإنسان سوف يُحشر معه؟!

وبما أنّ الثواب والعقاب لا يدوران مدار البدن فلا معنى للبحث طويلًا في العينية، بعد أن عرفت أنّ المدار على‌

حقيقة الإنسان التي تتجلّى بروحه فهي التي تتألّم وهي التي تتنعّم، ألا ترى أنّ النائم يلتذّ ويتألّم وهو غافل عن بدنه، فإذا استيقظ راح يحدّث نفسه بما رآه وينسب لنفسه أفعالًا قام بها حال نومه من دون أن يجعل مدخلية لبدنه العنصري، فإذا ما رأى النائم شخصاً فإنّه يراه بتمامه من دون نقص أبداً. وبالتالي فمن يعاقب الشخص الذي جنى في شبابه لا يكون جائراً؛ لأنّه يعاقب الجانى نفسه، وإنّ تغيّر بدنه لما كان شاباً عن بدنه حال الشيخوخة لا يغيّر في حقيقة الجاني شيئاً، فزيدٌ الذي جنى في العشرين من العمر هو زيد نفسه وقد دَلَف إلى السبعين مثلًا، وقد أشار المصنّف (رحمه الله) لهذا بقوله: وإذا الجاني في الشباب.


[1] - المصدر السابق.

نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست