responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 300

جداً تجاوز بتأثيرها ما يختص بها من الأبدان إذا لم يكن انغماسها في الميل إلى ذلك البدن شديداً قوياً وكانت مع ذلك عالية في طبقتها قويّة في ملَكتها جدّاً، فتكون هذه النفس تبرئ المرضى، وتُمرض الأشرار، ويتبعها أن تهدم طبائع، وأن تؤكّد طبائع، وأن تستحيل لها العناصر فيصير غير النار ناراً وغير الأرض أرضاً، وتحدث بإرادتها أمطار وحطب كما يحدث خسف ووباء كلّ بحسب الواجب العقلي»[1].

وأمّا صدر المتألّهين (رحمه الله) فقد اعتبر بعد أن فرغ من الكلام حول مقدرة النفس على إيجاد صور الأشياء المجرّدة والمادّية في صقعها، أنّ هذا إنمّا يكون‌

للنفس لكن للنفس الخاصّة كالتي «لبعض المتجرّدين عن جلباب البشرية من أصحاب المعارج، فإنّهم لشدّة اتّصالهم بعالَم القدس ومحلّ الكرامة وكمال قوّتهم يقدرون على إيجاد أمور موجودة في الخارج مترتّبة عليها الآثار ...»، وقد ساق مؤيّداً من كلمات الشيخ ابن عربي نفرده قولًا برأسه «بالوهم يخلُق كلّ إنسان في قوّة خياله ما لا وجود له إلّا فيها، وهذا هو الأمر العامّ لكلّ إنسان والعارف يخلُقُ بهمّته ما يكون له وجود من خارج محلّ الهمّة، ولكن لا تزال الهمّة تحفظه ولا يؤدها حفظ ما خلقته، فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عُدِمَ ذلك المخلوق ..»[2]، والوهم هاهنا «بمعنى التوجّه والهمّة ولكن عبّر عن التوجّه والهمّة بالوهم إشارة


[1] - النفس من كتاب الشفاء، تأليف: الشيخ الرئيس ابن سينا: ص 274، تحقيق: آية الله الشيخ حسن حسن زادة آملي.

[2] - الأسفار: ج 1، ص 266، دار إحياء التراث العربي.

نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست