responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 226

للمشركين يوم الندوة بصورة شيخ كبير، وكتمثّل الدنيا لأمير المؤمنين 7 بصورة فتاة فاتنة حسناء، «فإنّ معنى تمثّل شي‌ء لشي‌ء في صورة ما هو تصوّره عنده بصورته وهو هو لا صيرورة الشي‌ء شيئاً آخر، فتمثّل الملَك- لمريم 3- بشراً هو ظهوره لمَن يشاهده في صورة الإنسان لا صيرورة الملَك إنساناً، ولو كان التمثّل واقعاً في ظرف نفسه وفي الخارج عن ظرف الإدراك كان من قبل صيرورة الشي‌ء شيئاً آخر وانقلابه إليه لا بمعنى ظهوره له كذلك»[1].

إذن فالتمثّل هذا مرتبط بالوجود الداخلي للمتمثَّل له وليس المراد به وجود المتمثِّل في خارج نفس المتمثَّل له، وبعبارة أخرى: إنّ التمثُّل عبارة عن ظهور حقيقة من الحقائق في مدارك إنسان‌

بصورة غير الصورة التي لها في حقيقة الأمر وواقعه، فتمثّل جبرائيل 7 لمريم 3 بصورة بشرٍ وليس هو كذلك في الواقع بل هو باقٍ على ملَكيّته.

ولتوضيح هذا الأمر أكثر نقول: إنّ المدرَكات عند الإنسان على نحوين:

الأوّل: تارة يكون المدرَك صورة مأخوذة من الخارج كصورة زيد الموجود في الخارج، حيث يكون المعلوم بالذات وهو صورة زيد في الذهن مطابقاً للمعلوم بالعرض الذي هو زيد في الخارج وإنما الاختلاف في الوجود، إذن فالذي انعكس في الذهن يوجد بنفسه في الخارج، وهذا إنما يكون بالنسبة لمدركاتنا المرتبطة بالأمور المادّية.


[1] - تفسير الميزان: ج 14، ص 36.

نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست