responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 148

للجري وفق حُسنٍ‌

أدركه أو للبعد عن قبحٍ أدركه كذلك، فما هو الحدّ الأوسط لرجحان فعل الحسن وترك القبيح؟

ومحصّل الجواب: إنّ حبّ الإنسان لنفسه ولكمالاته وهروبه ممّا يؤدّي إلى نقصه وتهلكته هو المحرّك له لكي يفعل الحسن وينفر من القبيح، فإذا وجد كمالًا طلبه، وإذا وجد فعلًا يسبب له نقصاً نفر منه ونأى عنه.

مثال تكويني: ألا ترى الإنسان يسحب يده إذا لامست ناراً أو شيئاً حارّاً من دون أن يقال له ارفع يدَكَ؟ ... مع أنّ الاحتراق في نفسه ليس مرفوضاً بما هو احتراق، وإنّما نرفضه اتّقاء للألم الذي ينفر منه الإنسان، فكأنّه يقول بلسانِ نفسه الخفي قولًا بصيغة شكل أوّل من القياس: الاحتراق، يؤلمني‌

كلّ ما يؤلمني، مرفوضٌ‌

إذن: الاحتراق، مرفوضٌ‌

واتّضح أنّ رفض الألم منشؤه حبّ الإنسان لذاته وهو أمرٌ فطريٌّ، فالإنسان لا يفرّط

بذاته إلّا إذا رأى ما هو أغلى منها يجبُ الحفاظ عليه فإنّه يجود بها لا لأنّها رخيصة عنده وإنّما لأنّه وجد أنّ كماله يكمن في الحفاظ على ما هو أشرف منها وأهمّ، كالدفاع عن العقيدة الحقّة، والأعراض والأوطان، أو يفرّط بنفسه إذا كان يجهل قدرها وقد وصل به الانحطاط والانحدار النفسي بحيث يجدها عبئاً ثقيلًا على كاهله فيزهقها انتحاراً.

الفارق الثاني: الإفراط والتفريط حكمان لمدركات العقل العملي،

نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست