نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 74
يثبتون الواسطة و الموسوط[1]،
فهم يشهدون الحق بمجرد شهود الواسطة، أو عندها بلا تقديم و لا تأخير و لا ظرفية، و
لا مظروف.
مذ
عرفت الإله لم أر غي
را
و كذا الغير عندنا ممنوع
و قال الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش رضي اللّه تعالى عنه لأبي
الحسن رضي اللّه تعالى عنه: يا أبا الحسن حدّد بصر الإيمان تجد اللّه في كل شيء و
عند كل شيء و مع كل شيء و قبل كل شيء و بعد كل شيء و فوق كل شيء و تحت كل
شيء و قريبا من كل شيء و محيطا بكل شيء بقرب هو وصفه و بحيطة هي نعته، و عدّ عن
الظرفية و الحدود و عن الأماكن و الجهات، و عن الصحبة و القرب بالمسافات، و عن
الدور بالمخلوقات، و امحق الكل بوصفه: الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو هو
هو، «كان اللّه و لا شيء معه، و هو الآن على ما عليه كان» انتهى. و قال بعضهم: ما
رأيت شيئا إلا رأيت اللّه فيه، و لم أره حديثا و إنما هو من قول بعض العارفين فأهل
السير من المريدين يشهدون الكون، ثم يشهدون المكون عنده و بأثره فيمتحق الكون من
نظرهم بمجرد نظرهم إليه، و هذا حال المستشرفين و أهل مقام الفناء يشهدون الحق قبل
شهود الخلق، بمعنى أنهم لا يرون الخلق أصلا إذ لا ثبوت له عندهم لأنهم لسكرتهم
غائبون عن الواسطة فانون عن الحكمة غرقي في بحر الأنوار مطموس عليهم الآثار.
و في هذا المقام قال بعضهم: ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّه قبله، و أهل
الحجاب من أهل الدليل و البرهان، إنما يشهدون الكون، و لا يشهدون المكون لا قبله و
لا بعده، إنما يستدلون على وجوده بوجود الكون، و هذا لعامة المسلمين من أهل اليمين
قد أعوزهم: أي فاتهم وجود الأنوار و منعوا منها و حجبت عنهم شموس المعارف بسحب
الآثار بعد طلوعها و إشراق نورها لكن لا بد للشمس من سحاب و للحسناء من نقاب، و
للّه در القائل: