نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 577
أثبته مستقلا كان في حالة البعد، و إذا نفاه
كان في حالة الجمع، فطلب الجمع على الدوام بحيث لا يبقى له تردد في نفيه و إثباته،
و هو مقام البقاء، فإثبات الأثر بالنفس على الدوام هو بعد على الدوام، و هو مقام
أهل الحجاب من العوام، و نفيه على الدوام هو مقام أهل الجمع من أهل الفناء و
الجذب، و نفيه ثم إثباته باللّه هو مقام أهل البقاء قياما بوظائف الحكمة و القدرة
و جمعا بين الحقيقة و الشريعة، و هذه المناجاة إنما تليق بأهل الاستشراف. و لو
أراد الشيخ رضي اللّه تعالى عنه أن ينبه على مناجاة السائرين و الواصلين و
المتمكنين لقال بعد هذه المناجاة التي هي للسائرين: إلهي تنزهي في الأنوار يوجب
قرب المسار فاجمعني إليك بفكرة توصلني إليك، و هذه مناجاة الواصلين قبل الرسوخ و
التمكين، ثم يقول: إلهي تنزهي في الأسرار يوجب وصل المسار، فاجمعني إليك بنظرة
تقيمني بين يديك، و هذا غاية الجمع، و هو تمكن النظرة، و دوام شهود الحضرة، و لا
يذوق هذا إلا من سبقت له الخدمة و تداركته عناية الجذبة، فأصبح من الفائزين، و
لمحبوبه من الواصلين. و قد قيل: إذا أبغض اللّه عبدا- و العياذ باللّه- طرده عن
بابه، و شغله عنه بمكابدة رفع حجابه، و ليس به طاقة على ذلك ما لم يكن اللّه في
عونه، و هو معنى لا حول و لا قوة إلا باللّه، لكن العنين لا يدرك لذة الجماع، و
الأعمى لا يدرك رحب الساحات و البقاع قيل: إن بعض المجموعين على اللّه أراد التستر
عن مقامه، فكان لا يسأل عن شيء إلا قال: هو، فقيل له:
لعلك تعني اللّه! فسقط ميتا، و يسمى عندهم جمع الجمع و هو خاص بخواص
الخواص، و قيل: بالأنبياء :، و قيل: بالرسل و قيل: بنبينا محمد صلى
اللّه عليه و آله و سلم و لا يمكن الوصول إلى هذا إلا برفع الهمة عن الكونين، و خلع
النعلين من الدارين. قال بعضهم: عرضت علي الدنيا بزخرفها و زينتها فأعرضت عنها،
فعرضت علي الجنان بقصورها و حورها و حللها، فأعرضت عنها، فقيل لي: لو وقفت مع
الدنيا لحجبناك عن الآخرة، و لو التفت إلى الآخرة
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 577