responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 572

تقدم قوله لا كبيرة إذا قابلك فضله، و لا صغيرة إذا واجهك عدله، فمن قابله بفضله عادت كبائره صغائر، و من واجهه بعدله رجعت صغائره كبائر، و لذلك قال هنا: كم من طاعة بنيتها أي: نميتها و كثرتها هدم اعتمادي عليها عدلك! أي: نظرى إلى عدلك، فلما نظرت إلى عدلك تلاشت أعمالي، و اضمحلت أحوالي و كم من حالة شيدتها و رفعتها، فلما نظرت إلى عدلك و شدة مناقشتك انهدمت و تلاشت، بل أقالني منها بأن زالت نسبتها عني فضلك و هدايتك و توفيقك، فلم تبق لي طاعة و لا حال، و رجع ذلك إلى الفاعل المختار الكبير المتعال. فالواجب على العبد أن ينسلخ من علمه و عمله و حاله و نفسه و روحه و حوله و قوته، و يبقى فقيرا بين يدي سيده. عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‌ شَيْ‌ءٍ [النحل: 75]. قال بعضهم: و اللّه ما غاص في بحر الفناء إلا من باع نفسه من اللّه، إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة: 111] كيف يخوض في بحر الحقائق من لم يخلص علمه و عمله من الزيف؟! و صيارفة الحق بالمحك المحمدي على الساحل يردون من لا يخلص و أين الإخلاص؟ هذا لمن وصل إلى ساحل ذلك البحر، فكيف بمن ينكره و لا يصدق به أو يسير إليه منحرفا دون استقامة؟ كما قيل:

ليس من بات قريرا عينه‌

مثل من أصبح قفرا دارسا

ليس من أكرم بالوصل كمن‌

ظل يهذى بلعل و عسى‌

ليس من ألبس أثواب التقى‌

مثل من ألبس ثوبا دنسا

ليس من سير به مثل الذي‌

بات يرعى بالحمى مبتئسا

ليس من شاهد صبحا واضحا

مثل من شاهد ليلا غلسا

ليس من بوئ روضات الحمى‌

مثل من أسكن قفرا بائسا

ليس من أشبه غصنا يانعا

مثل من أشبه عودا يابسا

ثم إن عدم الاعتماد على العمل لا يقتضي ترك العمل، بل يجب على العبد أن‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست