responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 571

فالكل يطلب نعمي حيث ضل و ما

يحظى بنعمي سوى فرد بأفراد

مهلا عليك وعد من حيث جئت و سل‌

في الدارئين غدا عن ساكن الوادي‌

عساك تلقى خبيرا عالما بهم‌

ينبيك عنهم و لم يلمم بميعاد

قال بعض الحكماء: تاللّه ما ظفر بسعدي إلا من تاه في أرض التقديس، و تنزه عن الخسيس و النفيس فأصبح جسمه و روحه العصى و نفسه فرعون، فكلامه صمت و صمته كلام، و لسان حاله يخاطب جميع الأنام، فلو عرضت عليه الشهادة في باب الحجرة و الموت داخلها على حسن الختام لترك الشهادة و اختار الموت على أكمل التمام، عملا على اليقين دون الشك، و اللّه خير و أبقى. يا هذا ما أطيب عيش من دعي فأجاب! ما أعز قدر من لازم الباب! ما أخس قدر من أبعد عن الجناب! ما أبخس قيمة من له على الغفلات انكباب! إذا غلب الطبع فلا تنفع الحيلة، و من سبق له القضاء لم تنفعه الوسيلة، فسبحان من يعطي و يمنع و يضر و ينفع، جذبت العناية سلمان الفارسي من أرض فارس، و نودي بلال من بلاد الحبشة، و أبو طالب على باب التحقيق، و قد حرم التوفيق، وقع الحكم و نفذ الأمر و سبقت المشيئة و جف القلم: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ‌ [الأنفال: 63]، انتهى. و كما أن حكمه النافذ يهدم الاعتماد على الأحوال، كذلك عدله القاهر يهدم الاعتماد على الأعمال، كما أبان ذلك في المناجاة الرابعة عشرة حيث قال:

357- إلهي كم من طاعة بنيتها، و حالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك، بل أقالني منها فضلك.

قلت: لا ينبغي للعبد أن ينظر إلى شي‌ء من طاعته و إن عظمت، و لا أن يستحسن شيئا من أحواله و إن حسنت، فالناقد بصير، و الرقيب على الضمائر خبير، فكم من طاعة تعظم في عين صاحبها كأمثال الجبال لا تساوي عند اللّه جناح بعوضة، و كم من أحوال تصفو عند صاحبها، و هي عند اللّه مدخولة، و قد

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 571
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست