نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 555
و قال: إلهي إن أطعتك فبفضلك و لك الحمد، و
إن عصيتك فبجهلي، و لك الحجة عليّ، فبإثبات حجتك و انقطاع حجتي إلا ما غفرت لي،
فسمع هاتفا يقول: أنت عتيق من النار انتهى. و قال ذو النون رضي اللّه تعالى عنه:
رأيت جارية و الصبيان يرمونها بالحجارة، فكففتهم عنها فنظرت إلي و قالت كأنها
تعرفني: يا ذا النون ما علامة الصدق؟ قلت: صيام النهار و قيام الليل فقالت: يا ذا
النون كيف يلذ النوم لمن علم حبيبه لا ينام؟ ثم بكت و قالت: إلهي إن فكرت في
إحسانك إلي لم أبلغ كنهه بفكري، و إن ذكرت سترك علي لم أقم فيه بشكري، فيا عجبا
لقلوب العارفين بك! كيف لا تتفطر إجلالا لقدرك و إعظاما لوصفك، تباركت يا مولانا،
ما أحلمك على من عصاك، و ما أفضلك على من لم تدع له شغلا بسواك، ثم أنشدت:
يا
حبيب القلوب أنت الحبيب
أنت
أنسي و أنت مني قريب
يا
طبيبا بذكره يتداوى
كل
ذي سقم فنعم الطبيب
طلعت
شمس من أحب بليل
و
استنارت فما تلاها غروب
إن
شمس النهار تغرب بليل
و
شموس القلوب ليست تغيب
فإذا
ما الظلام أسبل سترا
فإلى
ربها تحن القلوب
و إذا حنّت القلوب إلى مولاها، و انضمت إليه بعشقها و هواها، كيف
يكلها إلى غيره و هو قد تولاها؟ و كيف لا ينصرها و هو إليه قد آواها؟ كما أبان ذلك
في المناجاة السابعة بقوله:
336- إلهي كيف تكلني.
أي تحوجني إلى غيرك.
337- و قد تكفلت لي.
بأموري و شؤوني كلها حيث قلت: وَ مَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 555