responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 554

و المأمول، و ظهور المساوى‌ء على العبد في أقواله و أفعاله، هو من عدله تعالى و قهره، و إظهار الحجة عليه. قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ‌ [الأنعام: 149]. فالعبد ليس له مع الحق اختيار و لا قدرة على نفع و لا إضرار، فإن صرفه سيده فيما يرضى فلظهور اسمه الكريم، و إن صرفه فيما لا يرضى فلتصريف اسمه الحكيم. أو لإظهار اسمه القهار أو المنتقم أو الجبار، فالنواصي بيده و القلوب بين أصبعيه، و للّه در الشيخ أبي الحسن رضي اللّه تعالى عنه حيث يقول في بعض أدعيته: اللهم إن حسناتي من عطائك و سيئاتي من قضائك، فجد اللهم بما أعطيت علي ما به قضيت حتى تمحو ذلك بذلك، لا لمن أطاعك فيما أطاعك فيه الشكر، و لا لمن عصاك فيما عصاك فيه العذر، لأنك قلت و قولك الحق: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ‌ [الأنبياء: 23]. اللهم لو لا عطاؤك لكنت من الهالكين، و لو لا قضاؤك لكنت من الفائزين، و أنت أجل و أعظم و أعز و أكرم من أن تطاع إلا برضاك، أو أن تعصى إلا بقضائك. إلهي ما أطعتك حتى رضيت، و لا عصيتك حتى قضيت، أطعتك بارادتك، و لك المنة عليّ، و عصيتك بقدرتك و لك الحجة عليّ، فبوجود حجتك و انقطاع حجتي إلا ما رحمتني، و بفقري إليك و غناك عني إلا ما كفيتني. اللهم إني لم آت الذنب جرأة مني عليك و لا استخفافا بحقك؛ لكن جرى بذلك قلمك، و نفذ به حكمك، و لا حول و لا قوة إلا بك، و العذر إليك، و أنت ارحم الراحمين، اللهم إن سمعي و بصري و لساني و قلبي و عقلي بيدك، لم تملكني من ذلك شيئا، فإذا قضيت بشئ فكن أنت وليي و اهدني إلى أقوم سبيل، يا خير من سئل و يا أكرم من أعطى، يا رحمن الدنيا و الآخرة، ارحم عبدا لا يملك دنيا و لا آخرة، انتهى.

و هو الذي اختصره الشيخ في هذه المناجاة بأحسن عبارة و أوجز لفظ، فلله دره و هذا شأنه في تهذيب طريق الشاذلية، جزاه اللّه عن المسلمين خيرا، و مثل هذه المناجاة وقعت من بعض الصالحين. روي أن شابا من العباد تعلق بأستار الكعبة

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست