responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 498

أي من كان يمشي مسدود العينين و أضحى: أي صار فاتحا لعينيه لا يرجع للعماء، قلت:

يا سيدي الاشتغال بالعلم نفع عام، و هو من أفضل العبادات، و قد قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «لأن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس‌[1]»، فقال: لما طلع قمر السعادة في أفق الإرادة، و أشرقت شمس الوصول في أرض الأصول:

تركت هوى سعدى و ليلى بمعزل‌

و صرت إلى علياء أول منزل‌

فنادتني الأكوان من كل جانب‌

ألا أيها الساعي رويدك فامهل‌

غزلت لهم غزلا رقيقا فلم أجد

لغزلي نسّاجا فكسّرت مغزلي‌

فانظر من أطلعه اللّه على بركة عمره، و أراه ثمرة وقته، كيف اختار الآكد فالآكد و الأولى فالأولى، ليدرك ما تلمحه من الفوائد، و يحظى بالخصائص و الزوائد انتهى. قال الشطيبي رحمه اللّه: قال أحمد بن أبي الحواري لأبي سليمان الداراني رضي اللّه عنهما: قد غبطت بني إسرائيل، قال: بأي شي‌ء؟ قلت: بثمانمائة عام حتى يصيروا كالشنان البالية و كالحنايا و الأوتار، فقال: ما ظننت إلا و قد جئت بشي‌ء، و اللّه ما يريد اللّه منا أن تيبس جلودنا على عظامنا، و ما يريد منا إلا صدق النية فيما عنده، هذا إذا صدق في عشرة أيام نال ما ناله الآخر في أعماره الطويلة انتهى. و قال في القوت: فإن البركة في العمر أن تدرك في عمرك القصير بيقظتك ما فات غيرك في عمره الطويل بغفلته، فيرتفع لك في السنة ما يرتفع له في عشرين سنة، و للخصوص من المقربين في مقامات القرب عند التجلي بصفات الرب إلحاق برفع الدرجات، و تدارك لما فات، عند أذكارهم و أعمال قلوبهم اليسيرة في هذه الأوقات، فكل ذرة من ذكر: تسبيح أو تهليل، أو حمد أو تدبر و تبصرة، أو تفكر و تذكرة، لمشاهدة قرب، و وجد برب، و نظرة إلى حبيب، و دنو من قريب أفضل من أمثال الجبال من أعمال الغافلين، الذين هم لنفوسهم واجدون، و للخلق مشاهدون. و مثال العارفين فيما ذكرناه من فنائهم بشهادتهم و رعايتهم لأمانتهم و عهدهم في وقت قربهم و حضورهم، مثل العامل في ليلة القدر، العمل فيها لمن وافقها خير من‌


[1] - رواه البخاري( 13/ 1096)،( 4/ 1542).

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست