responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 480

الأكبر الذي هو الموت الطبيعي، أو بالفناء الأصغر الذي تعنيه هذه الطائفة. و قال بعضهم: لا يدخل على اللّه حتى يموت أربع موتات: الموت الأحمر: و هو مخالفة النفس. و الموت الأسود:

و هو احتمال الأذى من الخلق، و الموت الأبيض: و هو الجوع، و الموت الأخضر: و هو لبس المرقعات. قال الشطيبي رضي اللّه تعالى عنه: و اعلم أن طريق الحق تعالى ليس فيها مفازة و لا متاهة، بل هي منازل و أحوال قد جعل اللّه لجميعها أعوانا و أنصارا، و هو سبحانه يصدق وعده، و ينصر عبده، و يهزم الأحزاب وحده، و إنما المفاوز و المسافات في الركون إلى المألوف و اتباع العادات، و في مسامحة النفس و الوقوف مع الحس و الحدس، و عند كشف الغطاء يتبين ذلك، كما قال صاحب المباحث الأصلية:

و إنّما القوم مسافرونا

لحضرة الحقّ و ظاعنونا

فافتقروا فيها إلى دليل‌

ذي بصر بالسّير و المقيل‌

قد سلك الطّريق ثم عادا

ليخبر القوم بما استفادا

إلى آخر كلامه انتهى.

و قال أيضا: و من الناس من تحجبه المجاهدة عن المشاهدة، فتسطو عليه الأحوال، فتحول بينه و بين الغاية القصوى، و مناهج الخلق متفاوتة لا تجري على منهاج واحد. قال اللّه العظيم:

لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً [المائدة: 48]، وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ‌ [البقرة: 148]، و كل شخص إنما يعبر عن وجهته التي خصه اللّه بها، و لذلك كان النظر في الكتب يضعف المسالك، لتشعبها و كثرتها عند اختلاف الهمم، لا سيما من جبلت طبيعته على علم الظاهر، فإنه أبعد الناس عن الطريق، ما لم يداركه اللّه بفتح منه، لأن التشريع كل حكمة تحتها حكم، من لم يفهمها فبستانه مزهر غير مثمر، و من هنا وقع الإنكار حتى امتحن اللّه كثيرا من الصوفية على أيدي علماء الظاهر، عندما نسبوهم للكفر و الزندقة و البدعة و الضلال، و سر الخصوصية يقتضي ذلك لا محالة: سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الفتح: 23]، وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ‌ [الأنعام: 9]، و ما هلكت الأمم السابقة إلا بقولهم: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى‌ أُمَّةٍ وَ إِنَّا

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست