responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 479

غير متعذر عليك، و لتوجه الحق بتيسير ذلك عليك انتهى. قال الشيخ ابن عباد رضي اللّه تعالى عنه: و في كلامه تنبيه على أن الشيخ من منح اللّه و هداياه للعبد المريد إذا صدق في إرادته و بذل جهده في مناصحة مولاه، لا على ما يزعمه من لا علم عنده من كونه لا يشترط، ثم قال: و عند ذلك يوفقه اللّه تعالى لاستعمال الأدب معه، لما أشهده من عليّ مرتبته و رفيع درجته انتهى. و قال أيضا في لطائف المنن: و ليس شيخك من سمعت منه، إنما شيخك من أخذت عنه، و ليس شيخك من واجهتك عبارته، إنما شيخك من سرت فيك إشارته، و ليس شيخك من دعاك إلى الباب، إنما شيخك من رفع بينك و بينه الحجاب، و ليس شيخك من واجهك مقاله، إنما من نهض بك حاله، شيخك هو الذي أخرجك من سجن الهوى، و دخل بك على المولى، شيخك هو الذي ما زال يجلو مرآة قلبك حتى تجلت فيه أنوار ربك، نهض بك إلى اللّه فنهضت إليه، و سار بك حتى وصلت إليه، و لا زال محاذيا لك حتى ألقاك بين يديه، فزج بك في نور الحضرة و قال: ها أنت و ربك انتهى. و السير هنا إلى اللّه تعالى مجازي: عبارة عن قطع العلائق و العوائق، و إلا فالأمر كما قال الشيخ: [لا مسافة بينك و بينه حتّى تطويها رحلتك، و لا قطعة بينك و بينه حتّى تمحوها وصلتك‌]. قلت:

هذا سؤال عن بحث مقدر، كأن قائلا قال له: هل بيننا و بينه مسافة حتى يتحقق سير السائرين إليه؟ فقال: لا مسافة بينك و بينه إلا حجاب النفس الكثيفة، و علائق القلب الكونية، فخرق عوائدها، و قطع شهواتها، و قطع العلائق و العوائق: هو السير إلى اللّه، فمن خرق عوائد نفسه زالت عنه الحجب الظلمانية، و من قطع علائق القلب فاضت عليه العلوم الربانية، و أشرقت عليه الشموس العرفانية، و هذا هو الوصول فلا مسافة بينك و بينه حسية حتى تطويها رحلتك، و لا قطعة بينك و بينه: أي لا حاجز بينك و بينه حتى تمحوها وصلتك، قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16]، فما حال بيننا و بينه إلا توهم وجود نفوسنا، فلو غبنا عنها لوجدنا أنفسنا في الحضرة، و لا يمكن الغيبة عنها إلا بموتها، و موتها في مخالفة عوائدها. قال الشيخ أبو مدين: من لم يمت لم ير الحق، و قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي اللّه تعالى عنه: لا دخول على اللّه إلا من بابين: إما بالفناء

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست