نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 477
وصول. قال أبو عثمان الحيري: لا يكمل الرجل حتى
يستوي قلبه في أربعة أشياء: في المنع و العطاء و العز و الذل، يعني أنه يكون عنده
الذل كالعز، و المنع كالعطاء، لا ينقص منها. و قال محمد بن خفيف رضي اللّه تعالى
عنه: قدم علينا بعض أصحابنا فاعتلّ و كان به علة البطن، فكنت أخدمه و آخذ منه
الطست طول الليل، قال: فغفوت مرة، فقال لي: نمت لعنك اللّه، فقيل له: كيف وجدت
نفسك عند قوله لعنك اللّه؟ قال: كقوله رحمك اللّه. و حكي عن إبراهيم ابن أدهم رضي
اللّه تعالى عنه أنه قال: ما سررت في الإسلام إلا ثلاث مرات معدودات:
كنت في مركب يوما و كان به رجل يحكي الحكايات فيضحك منه الناس، و كان
يقول: رأيت وقتا في معركة الترك علجا و يقول: هكذا، و كان يأخذ بلحيتي و يمد يده
على حلقي، و الناس يضحكون منه و لم يكن في ذلك المركب عنده أحد أصغر مني و لا
أحقر، فسررت بذلك، و يوما آخر كنت جالسا فجاء إنسان فصفعني، و يوما آخر كنت جالسا
فجاء إنسان وبال عليّ. و قال بعضهم: حقيقة زوال الهوى من القلب حب لقاء اللّه في
كل نفس من غير اختيار حالة يكون عليها، فإذا وجد المريد هذه العلامات في نفسه، فقد
خرج من عالم جنسه، و وصل إلى حضرة قدسه، و كان كما قال الشاعر:
لك
الدهر طوعا و الأنام عبيد
فعش
كلّ يوم من أيامك عيد
و كما قال سيدي أبو العباس بن العريف رضي اللّه تعالى عنه في هذا
المعنى:
بدا
لك سرّ طال عنك اكتتامه
ولاح
صباح كنت أنت ظلامه
فأنت
حجاب القلب عن سر غيبه
و
لولاك لم يطبع عليه ختامه
فإن
غبت عنه حلّ فيه و طنّبت
على
مركب الكشف المصون خيامه
و
جاء حديث لا يملّ سماعه
شهيّ
إلينا نثره و نظامه
إذا
سمعته النفس طاب نعيمها
و
زال عن القلب المعنّى غرامه
فإن لم يجد المريد هذه العلامات فليستمر على سيره، و لا يمل و لا
يفتر، فمن عرف ما قصد هان عليه ما ترك، و هذا الكلام إنما هو مع من أسعده اللّه
فوصله إلى شيخ التربية، و أما من لم يصل إليه فلا يطمع في السير أبدا و لو جمع
العلوم كلها، و صحب الطوائف كلها، و هذا أمر ذوقي لا
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 477