نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 457
بك، و أيضا إذا اشتغل الناس بذمك و إضرارك
فانظر أنت مقامك مع ربك، فإن كنت مع ربك صافيا فلا يكيدك شيء و لا يضرك شيء، كما
قال شيخ شيوخنا المجذوب رضي اللّه
تعالى عنه:
الناس
قالوا لي بدعي
و
أنا طريقي منجورا
إذا
صفيت مع ربي
العبد
ما منه ضرورا
و قال إبراهيم التيمي رضي اللّه تعالى عنه لبعض أصحابه: ما يقول
الناس فيّ؟ قال: يقولون:
إنك مرائي، قال: الآن طاب العيش. قال بشر الحافي حين بلغه كلام
التيمي: اكتفى و اللّه بعلم اللّه، فلم يحب أن يدخل مع علم اللّه علم غيره. و قال
أيضا: سكون القلوب إلى قبول المدح لها أشد فيها من المعاصي. و قال أحمد بن أبي
الحواري رضي اللّه تعالى عنه: من أحب أن يعرف بشيء من الخير أو يذكر به فقد أشرك
مع اللّه في عبادته، لأن من عمل على المحبة لا يحب أن يرى علمه غير محبوبه. و قال
الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه: لا تنشر علمك ليصدقك الناس، و انشر عملك
ليصدقك اللّه، و إن كان لام العلة موجودا، فعلة تكون بينك و بين اللّه من حيث أمرك
خير من علة تكون بينك و بين الناس من حيث نهاك، و لعلة تردك إلى اللّه خير لك من
علة تقطعك عن اللّه، فلأجل ذلك لم يعملوا بالثواب، إذ لا يخاف و لا يرجى إلا من
قبل اللّه، و كفى باللّه صادقا و مصدقا، و كفى باللّه عالما و معلما، و كفى باللّه
هاديا و نصيرا و وليّا، هاديا يهديك و يهدي بك و يهدي إليك، و نصيرا ينصرك و ينصر
بك و لا ينصر عليك، و وليّا يواليك و يوالي بك، و لا يوالي عليك انتهى. ثم ذكر
حكمة وجود الأذى من الخلق لأولياء اللّه فقال:
235- إنّما أجرى الأذى عليهم كي لا تكون ساكنا إليهم، أراد أن
يزعجك عن كلّ شيء حتّى لا يشغلك عنه شيء.
قلت: الروح إذا ركنت إلى هذا العالم السفلي و سكنت فيه و أحبت ما فيه
تعذر نقلها إلى عالم الملكوت الذي هو العالم الروحاني، لما ألفته من حب الأهل و
الأولاد و الأصحاب و العشائر،
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 457