نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 441
الأغيار، و صور الآثار، و أودعت أسرارها من
مزيد الأيقان و شهود العيان. أو تقول: لا تطلب بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها
من هدم عوائد نفسك عليك، فتحررت من رق الشهوات الجسمانية، و العوائد النفسانية، و
تخليت من الرذائل، و تحليت بالفضائل، فهذه آثار أنوار الواردات، و بعد أن أودعت
أسرارها في قلبك من اليقين و الطمأنينة و المعرفة، أو من الزهد و الرضا و التسليم،
أو من الخشوع و التواضع، و الذلة و الإنكسار، فهذه علامة صدق الوارد و حصول
نتيجته، فإذا حصلت النتيجة فلا حاجة للشيخ لشئ، فلك في اللّه غنى عن كل شيء، فلا
تفتقر إلى شيء، و ليس يغنيك عنه شيء، و سيأتي للشيخ: ما ذا فقد من وجدك؟ و ما
الذي وجد من فقدك؟ و قال الشاعر:
لكل
شيء إذا فارقته عوض
و
ليس للّه إن فارقت من عوض
و في الإشارة عن اللّه تعالى لا تركنن إلي شيء دوني فإنه و بال عليك
و قاتل لك، فإن ركنت إلى العلم تتبعناه عليك، و إن أويت إلى العمل رددناه إليك، و
إن وثقت بالحال وقفناك معه، و إن أنست بالوجد استدرجناك فيه، و إن لحظت الخلق و
كلناك إليهم، و إن اغتررت بالمعرفة نكرناها عليك، فأي حيلة لك؟ و أي قوة معك؟
فارضنا لك ربّا حتى نرضاك لنا عبدا انتهى. و سئل أبو سليمان الداراني عن أفضل ما
يتقرب به إلى اللّه؟ فقال: أقرب ما يتقرب به إلى اللّه أن يطلع على قلبك و هو لا
يريد من الدنيا و الآخرة سواه، و في ذلك قيل:
من
عرف اللّه فلم تغنه
معرفة
اللّه فذاك الشقي
ما
يصنع العبد بعز الغنى
و
العزّ كل العزّ للمتّقي
فإذا حصل لك الغنى باللّه استغنيت عن كل ما سواه، فلا تتطلع إلى بقاء
حال و لا وارد و لا مقام، سوي شهود الملك العلام، فتطلعك إلى بقاء حال أو وارد
دليل على عدم غناك به، كما أبان ذلك بقوله:
222- تطلّعك إلى بقاء غيره دليل على عدم وجدانك له.
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 441