responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 438

فما ظهر شي‌ء من بحر الجبروت إلا كان نورا من أنواره، و أثرا من أثر صفاته، و قد قال صاحب العينية:

فأوصافه و الاسم و الأثر الذي‌

هو الكون عين الذات و اللّه جامع‌

فلذلك تعجب الشيخ من تصور الحجاب في حقه تعالى، مع أن كل ما يبرز من عنصر القدرة كله نور من نور ملكوته، فائضا متدفقا من بحر جبروته، فتحققت الوحدة و انتفى الحجاب بالكلية، فكل موجود نور الحق فيه حاضر موجود، ثم إن الواردات هي الأحوال، و الأحوال نتائج الأعمال في الغالب، فلذلك ذكر الشيخ العمل و أمرك ألا تتركه حيث لم تذق حلاوته، و العمل منه ما يجد العالم ثمرته و هو الحال و الحلاوة، و منه ما لا يجد ثمرته عاجلا فلا ينبغي تركه، و لا ييأس من ثمرته، و لا من قبوله كما أبان ذلك بقوله:

219- لا تيأس من قبول عمل لا تجد فيه وجود الحضور، فربّما قبل من العمل ما لم تدرك ثمرته عاجلا.

قلت: قد تقدم قوله: من وجد ثمرة عمله عاجلا فهو دليل على وجود القبول و لا يقتضي المفهوم أنه إن لم يجد ثمرته فليس بمقبول، بل هو مسكوت عنه، فإن توفرت فيه شروط القبول من جهة الشريعة إن صحبه الإخلاص و التقوى و الإتقان الشرعي فهو مقبول عند اللّه إن شاء اللّه، سواء وجد ثمرته أم لا قال اللّه تعالى: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‌، و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «لا يقبل اللّه من مسمع و لا مراء[1]»، فإن كنت متقيا للّه في ظاهرك و باطنك على قدر استطاعتك، و مخلصا للّه في أعمالك، ثم لم تجد حلاوة العلم و لا حضور قلبك فيه، و لم تجد ثمرته من أحوال الواجدين و أذواق العارفين، فلا تيأس من قبوله عند اللّه، فليس‌


[1] - رواه البخاري في الأدب المفرد( 212)، و أحمد في الزهد( 159)، و وكيع في زهده( 305)، و ابن المبارك في الزهد( 20)، زيادات نعيم بن حماد، و هناد في الزهد( 66)، و البيهقي في الشعب( 1/ 205)، و أبو نعيم في الحلية( 1/ 183)، و الحاكم في المستدرك( 1/ 493)، و ابن الجوزي في العلل( 2/ 357)، قلت: و هو صحيح بشواهده. و له شاهد بنحوه عند مسلم( 4/ 2289)، بلفظ: من يسمع يسمّع اللّه به، و من يرائي يرائي اللّه به.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست