نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 389
الأزمنة الطويلة، جزاهم اللّه عن الأمة
المحمدية خيرا. و قد تكلم الشيخ أبو الحسن على حال السالكين و الواصلين بكلام طويل
ذكره في «لطائف المنن»، و نقله الشطيبي فقال: إن للّه عبادا محق أفعالهم بأفعاله،
و أوصافهم بأوصافه، و ذاتهم بذاته، و حملهم من أوصافه ما يعجز عن سماعه عامة
الخلق، فهم مغرقون في بحر الذات و تيار الصفات فنوا عن أفعالهم، ثم فنوا عن صفاتهم
ثم فنوا عن ذاتهم، و بقوا بذات اللّه تعالى، و لم يبق لهم منهم شيء، و من كان في
اللّه تلفه كان على اللّه خلفه، و من صح فناؤه صح بقاؤه. ثم قال: و اعلم أن الفناء
يوجب الغيبة عما سوى اللّه.
قلت: و هو مقام السالكين، و البقاء يوجب إيجاد كل شيء مع اللّه يعني
باللّه، فصاحب الفناء يقوم اللّه عنه، و صاحب البقاء يقوم باللّه عن اللّه، و هما
ولايتان: فولي يتولى اللّه و رسوله و الذين آمنوا، و ولي يتولاه اللّه، و هو يتولى
الصالحين. قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه:
و علامة الولاية الرضا بالقضاء، و الصبر على البلاء، و الفرار إلى
اللّه عند الشدائد، و الرجوع إليه عند النوائب، فمن أعطي هذه الأربعة من خزائن
الأعمال و المجاهدة فقد صحت ولايته للّه و رسوله و للمؤمنين، و من أعطيهما من
خزائن المنن و المواددة فقد تمت ولاية اللّه له، فالولاية الأولى ولاية صغرى، و
الولاية الثانية ولاية كبرى، قيل له: كيف يتولى اللّه و رسوله و الذين آمنوا؟ قال:
يتولى اللّه بالمجاهدة لقوله تعالى: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا
فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [العنكبوت: 69]، و يتولى
الرسول بالمتابعة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: 31]،
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ
[النساء: 80]، و يتولى المؤمنين بالاقتداء بهم، و هي علامات من خاض بحر الولاية، و
أما الذين تولاهم اللّه فهم الذين صلحوا لحضرته، و غابوا عن خليقته، فلا يرون في
الوجود إلا اللّه، الأولى تسمى ولاية إيمان، و هذه ولاية إيقان، فقيل له: و ما
الفرق بين الإيمان و الإيقان؟ قال: كل يقين إيمان و ليس كل إيمان إيقانا، فالإيمان
ربما تدخله الغفلة، و الإيقان لا تدخله الغفلة، المؤمن يتجلى له الحق دون كل شيء،
و الموقن يتجلى له الحق في كل شيء، المؤمن فان عن كل شيء، فلم يشهد مع اللّه
شيئا، و الموقن باق في كل شيء، فهو يشهد اللّه في كل شيء انتهى.
ثم بين المؤلف رضي اللّه تعالى عنه فائدة التعبير و ثمرة العبارة
فقال:
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 389