نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 356
و قال سهل بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى
عنه: لا ينال العبد حقيقة من هذا الأمر حتى يكون بأحد وصفين: حتى يسقط الناس من
عينه، فلا يرى في الدارين إلا هو خالقه، فإن أحدا لا يقدر أن يضره و لا ينفعه، و
تسقط نفسه عن قلبه، فلا يبالي بأي حال يرونه انتهى، و للّه در القائل
فليتك
تحلو و الحياة مريرة
وليتك
ترضى و الأنام غضاب
و
ليت الذي بيني و بينك عامر
و
بيني و بين العالمين خراب
و
ليت شرابي من ودادك صافيا
و
شربي من ماء المعين سراب
إذا
صح منك الودّ فالكل هيّن
و
كل الذي فوق التراب تراب
اعلم أن رضا الخلق غاية لا تدرك، و انظر قضية لقمان مع ابنه و هي
مشهورة، يتبين لك أن رضا الخلق محال أو متعذر، و أجهل الناس من طلب ما لا يدرك، و
قال بعضهم: ما لي و للناس؟ كنت في بطن أمي وحدي، و خرجت إلى الدنيا وحدي، و نموت
وحدي، و ندخل قبري وحدي، و نسأل وحدي، و نبعث من قبري وحدي، و نحاسب وحدي، فإن
دخلت الجنة دخلت وحدي، و إن دخلت النار دخلت وحدي، ففي هذه المواطن لا ينفعني أحد،
فمالي و للناس؟ انتهى بالمعنى. و قيل: إن الولي الصادق لا قدر له عند الخلق، و لا
قدر للخلق عنده، فكلما عظم أمره عند اللّه خفي أمره عند الناس، ثم إنه لا تتحقق
الغيبة عن نظر الخلق بنظر الحق، إلا بمعرفة الحق عند كل شيء، و شهوده في كل شيء،
كما أبان ذلك بقوله:
163- من عرف الحقّ شهده في كلّ شيء، و من فني به غاب عن كل شيء،
و من أحبّه لم يؤثر عليه شيئا.
قلت: معرفة الحق هي شهود ربوبيته في مظاهر عبوديته، أو تقول: هي
الغيبة عن الغيرية بشهود الأحدية، أو تقول: هي الترقي من شهود عالم الأشباح إلى
شهود عالم الأرواح، فيكون جسمك مع الأشباح و روحك مع الأرواح، قال في المباحث:
و
استشعروا شيئا سوي الأبدان
يدعونه
بالعالم الروحاني
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 356