نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 26
الحكم
الباب الأول
1- من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزّلل.
الاعتماد على الشيء هو الاستناد عليه و الركون إليه و العمل حركة
الجسم أو القلب، فإن تحرك بما يوافق الشريعة سمي طاعة، و إن تحرك بما يخالف
الشريعة سمي معصية. و الأعمال عند أهل الفن على ثلاثة أقسام: عمل الشريعة، و عمل
الطريقة، و عمل الحقيقة، أو تقول: عمل الإسلام، و عمل الإيمان، و عمل الإحسان، أو
تقول: عمل العبادة، و عمل العبودية، و عمل العبودة أي الحرية، أو تقول: عمل أهل
البداية، و عمل أهل التوسط، و عمل أهل النهاية، فالشريعة أن تعبده و الطريقة أن
تقصده و الحقيقة أن تشهده، أو تقول: الشريعة لإصلاح الظواهر، و الطريقة لإصلاح
الضمائر، و الحقيقة لإصلاح السرائر.
[أو تقول: الشريعة لتطهير الجوارح من لوث الهفوات، و الطريقة تطهير
القلوب من الغفلات، و الحقيقة تطهير الأسرار من الفترات[1]]
و إصلاح الجوارح بثلاثة أمور: بالتوبة و التقوى و الاستقامة، و إصلاح القلوب
بثلاثة أمور:
بالإخلاص و الصدق و الطمأنينة، و إصلاح السرائر بثلاثة أمور:
بالمراقبة و المشاهدة و المعرفة. أو تقول: إصلاح الظواهر باجتناب النواهي و امتثال
الأوامر، و إصلاح الضمائر بالتخلية من الرذائل و التحلية بأنواع الفضائل، و إصلاح
السرائر و هي هنا الأرواح بذلها و انكسارها حتى تتهذب و ترتاض بالأدب و التواضع و
حسن الخلق، و اعلم أن الكلام هنا إنما هو في الأعمال التي توجب تصفية الجوارح أو
القلوب و الأرواح، و هي ما تقدم تعيينها لكل قسم، و أما العلوم و المعارف فإنما هي
ثمرات التصفية و التطهير، فإذا تطهرت الأسرار